هونها يارب

حين تبدا حياتك فى السقوط من حولك تداعيا ويبدو كل شئ كان من لحظات صحيحا خطا فادحا تسترجع كل قدراتك الايمانية لتبتهل الى الله الذى نسيته فى ايام الرخاء ليحفظ نعما كنت تعدها بديهيات مكتسبة ولكنها الان اصبحت فى مهب الريح تدعو الله ايضا ليوقف نزيف اعصابك فكل شئ اصبح لا يطاقحتى قهوة الصباح.
كمسبحة تنفرط يصبح كل شئ فمرض ابيك يليه انقطاع عن العمل تضطر لمغادرة مملكتك التى جهزتها بما تريد , سرير واحد مريح فى حجرة حاولت ابقاءها دافئة بصور احبائك واستقبال مريح بكرسى هزاز وحيد وتلفزيون منزوى وبجواره لاقط الاشارة (دش) فى ركنه ومنضدة صغيرة عليها كتبك واخرى اصغر للنثريات كل هذا مفتوح على مطبخ صغير فيبدو كل شئ راقيا فى نظرك رغم عدم تكلفته العالية التى على قلة ثمن كل هذا الا انه ابتلع عملك لعامين جعلتها برية لذئب واحد وكنت انت الذئب لا تستضيف احدا لان كل شئ فى بريتك كان لشخص واحد كانت برية يعصف بها صمت تحبه والضيوف يكرهون الصمت يتحدثون مجاملة يضحكون مجاملة تبدا الدردشة فى المواضيع السخيفة من عندهم دوما
يعبثون بكتبك يحبون مشاهدة الافلام التافهة وقنوات الاغانى والمصارعة الحرة فى التلفزيون وانت تكره كل هذا وتكره وجودهم الغير مبرر.
تنظف حمامك كل يوم واستخدام الاخرين له يجعلك تكرهه سوف يمسدون اجسادهم بصابونتك ويستخدمون منشفتك ويتركون الحمام مبتلا يطفئون سجائرهم فى الارض يحولون محطة الراديو بحثا عن اسامة منير وعندما يحل الليل وتحاول ان تبدا ساعات صفوك يعجبهم سريرك ويتركونك تفترش الارض
كل هذا الان يتحرك جانبا تسافر لتمرض اباك وتعود مرة اخرى ذئبا فى الاسر تاكل وتستيقظ فى مواعيد لا تحبها يصبح نزقك محكوما براى الاخرين حريتك التى تفتقدها واموالك التى تتناقص كما يتسرب الكحول للهواء يجعل اعصابك مستنزفة اباك الذى حوله المرض فصار شرس الطباع عصبيا متعدا برايهو يغضب بلا اسباب كالاطفال لا يهادن لا يصمت لا يترك احدا لا يشاكسه يود قضاء اليوم خارج البيت رغم انه يجب ان يبقى فى البيت ولا تستطيع منعه تحلو له الصلاة واقفا رغم الرخصة بالقعود يصوم النوافل رغم خطر الصيام عليه . تواطء عليه السكر والضغط وجروح القدم والوحدة اصحبه للصلاة اداوى جروحه اسال الله ان يشفيه وان لا يبلغنى من العمر ارذله فان لم يكن هذا ارذله فماذا يكون ؟اسال الله الغفران فان من الدرجات ما لا تبلغها بعملك فيرقيك اياها الصبر على البلوى والاحتساب هكذا تذكرت مقولة الامام الغزالى فاسترجع واحوقل واسال الله ان يقينى شر الفتنه وان يتقبل من الله صبر ابى
يضغط مرضه على اعصابى كل يوم اكثر من الذى قبله تبدا مسيرة الاستدانة تبدا فى تذكر حساباتك المغلقة والتى تركتها وانت تغادر مدينتك تحسبا للظروف وها هى الظروف قد اتت
يجد اباك السلوى فى المستشفيات وسط زملائه يتكلمون كثيرا يحكون فى كل شئ يتبادلون الذكريات والمخاوف والضحك المتوتر وقضاء اللليل ذهابا وايابا للحمام
اما انا فاكثر شئ كرهته المستشفيات
تضغط على اعصابى رائحة التعقيم البؤس المزروع فى الوجه التأوهات لون الاسرة وجه الممرضين توحش الاطباءوالاضاءات التى تكسب كل الوجوه لونا واحداحين ينتهى كل هذا لن تكفى بريتى للاستشفاء ساحتاج مكانا لا اعرف فيه احدا ولو على سبيل المصادفة ولا احمل فيه الا مسئولية نظافتى الشخصية ايا كان الوضع فكل شئ ماّله الانتهاء حتى النهايات وان طالت تنتهى
اللهم اشفى كل مريض وازرقه الصبر واجعله فى ميزان حسناته

2 comments:

موناليزا Sunday, April 19, 2009 7:28:00 PM  

ربنا يشفى والدك هو وجميع مرضى المسلمين
ويرزقك الصبر والرضا

الكلمة نور Monday, April 20, 2009 12:58:00 AM  

امين ويرزقهم الصبر والرضا

Powered By Blogger

Popular Posts

عالماشى

لا ترهبوا طرق الهداية أن خلت من عابريها
ولا تأمنوا طرق الفساد و إن تزاحم سالكوها ..
عبد الرحمن الشرقاوى

زوار

Followers

Total Pageviews