وقت الجنون


هذا وقت نستطيع ان نسميه الجنون بلا حرج رغم انك لن ترى رجلا يقود دراجة على سور الجامعه وايضا لن ترى رجلا يشرب الفول من القدرة ولكننا نستطيع بقليل من صنفرة المخ والضغط المجدى ان نعرفه بطريقة اخرى
فهو مثلا ان تبيع كليتك لتشترى شقة تموت فيها بعد اسبوع بمنتهى الاريحية لانهم اخذوا فصا من كبدك بالمرة او ان تبيع الحكومة ارضا لرجل اعمال بسعر2 جنيه المتر ليعيد بيعه لك ب 2000 جنيه او يعترض طريقك ضابط شرطة فيجبرك ان ترقص ببيبى دول احمر لانك سبقته بسيارتك او ربما لان سحنتك مش على هواه او ان تقفز من فوق السور الذى بناه ابيك بداخلك لتسقط فى مستنقع الرذالة المعروف بسواقين التوك توك وتستعمل كل المخزون السئ الذى تعلمته فى الطريق ومداخل البيوت المهجورة وفى المنطقة المقفرة خلف مدرستك الثانوية وتبدا وصف اعضاء امهاتهم الحساسة والسب للى نزلهم من فوق الحمير وطلعهم على رقبتك
رقبتك الذى زغدها رجل فى سن ابيك لينهاك عن ركوب ميكروباص فيصل قبل ان ينزل فتظل اثر اظافره ظاهرة لكل شخص كان عتهه نتيجة لزواج الاقارب ليسالك بجيناته المعوجة "مين ايه دى؟"
لتجيب وانت رافع طرف شفتك العليا فيما يشبه ابتسامة تتماهى مع عتهه أو بصقة من البلعوم لشخص يفهم " سوء فهم "
وتستطيع ان تعرف الجنون ايضا اذا رايت رجلا يتمنى ان يكون امين شرطة ليستطيع ان يركب الميكروباص مبكرا قبل الاخرين وربما ليجمع الاجرة ويأخدها عربون محبة من السائق
السائق الذى خرج من سيارته بنصفه العلوى ليحطم كبرياء قائد سيارة فيات 127 -كان ذنبه انه طلب منه ان يمارس نشاطه من تعبئة الزبائن كما الخنازير فى سيارة الاعدام- على يمين الطريق ليقول له سائق الميكروباص "انت خارج من العشه عشان تعمل علينا واعر هنا" فابتلع المسكين قائد 127 لسانه وضحك الرجل الذى كان سائقنا السليط امره ان يركب رابع ورا كالخروف فركب
وتجعلنى ذكرى هذا الموقف اضم سائقى الميكروباص للمستنقع وانا اشعر بارتياح المنتقم لضمى هذا النوع لنظام فئات جديد للبشر يختلف عن فئات وعمال مجلس الشعب الذى اختلط فيه الحابل بالنابل والمركوب بالمركوب بشدة والذى ابتلع لسانه عمدا بالذى ولد بلا لسان اصلا والذى حل عليه اكلان فى يديه فلم يستطع التوقف عن التصفيق
ومادام التصفيق متاحا وبوفرة فلتحل لعنه الله على صفير الاستهجان الذى انعدم رغم همجية اعدام الخنازير(الا فى بعض المدونات) فالكل فرحان فى سره ببله سببه اننا نرث ديننا ولا نفكر فيه ولمزيد من المعلومات فالخنزير يعبد الله كما يعبده الديك ولكن زواج الاقارب جعلنا نفكر انه قبطى فنظهر بعض الشماته الغبيه ونسال بعد لحظه لماذا يظهر بيننا متطرفين.
واذا كنت سأكتفى بهذه النماذج التى يمكن استغلالها كدليل اثبات ينهار امامه اقوى دفاع فان لدى من الاثباتات الاخرى مايجعل الخروج من الهدوم والمشى بلبوص فى ميدان رمسيس امرا اسهل من سحب نفس سيجارة فى ليلة بارده
ولكن يكفينى ان اثبت لنفسى ان جنونا يتيه فى الطرقات كما العروس فى ليلة الحناء مزفوفا بالخيل فى جمهرة من الخرس وسط تحية المارة حتى اللواء المسئول عن المرور فى ميدان صغير لا تستطيع عبوره بدون تفسير مريح الا وجود الجنون فى صحبة اللواء والسادة الامناء.

0 comments:

Powered By Blogger

Popular Posts

عالماشى

لا ترهبوا طرق الهداية أن خلت من عابريها
ولا تأمنوا طرق الفساد و إن تزاحم سالكوها ..
عبد الرحمن الشرقاوى

زوار

Followers

Total Pageviews