الحسين شهيدا

الحسين : فلتذكرونى لا بسفككم دماء الاخرين
بل فأذكرونى بانتشال الحق من ظفر الضلال
بل فأذكرونى بالنضال على الطريق
لكى يسود العدل فيما بينكم
فلتذكرونى بالنضال
فلتذكرونى عندما تغدو الحقيقة وحدها
حيرى حزينة
فإذا بأسوار المدينة لا تصون حمى المدينة
لكنها تحمى الامير و أهله و التابعينه
فلتذكرونى عندما تجد الفضائل نفسها
أضحت غريبة
و إذا الرذائل أصبحت هى وحدها الفضلى الحبيبة
و إذا حُكِمتم من قصور الغانيات
و من مقاصير الجوارى
و إذا غدا أمراؤكم كالمحظيات
و إن تحكمت السرارى
فأذكرونى
فلتذكرونى حين تختلط الشجاعة بالحماقة
و إذا المنافع و المكاسب صرن ميزان الصداقة
و إذا غدا النبل الابىّ هو البلاهة
و بلغة الفصحاء تقهرها التفاهة
و الحق فى السمال مشلول الخطى حذر السيوف !
فلتذكرونى حين يختلط المزيف بالشريف
فلتذكرونى حين تشتبه الحقيقة بالخيال
و إذا غدا جُبن الخنوع علامة الرجل الحصيف
و إذا غدا البهتان و التزييف و الكذب المجلجل هن آيات النجاح
فلتذكرونى فى الدموع
فلتذكرونى حين يستقوى الرضيع
فلتذكرونى حين تغشى الدينَ صيحاتُ البطون
و إذا تحكم فاسقوكم فى مصير المؤمنين
و إذا اختفى صدح البلابل فى حياتكم ليرتفع النباح
و إذا طغى قرع الكئوس على النواح
و تلجلج الحق الصراح

فلتذكرونى
و إذا النفير الرائع العزّاف أطلق فى المراعى الخضر صيحات العداء
و إذا اختفى نغم الاخاء
و إذا شكا الفقراء و اكتظت جيوب الاغنياء
فلتذكرونى
فلتذكرونى عندما يُفتِى الجهول
و حين يستخزى العليم
و عندما يهن الحكيم
و حين يستعلى الذليل
و إذا تبقى فوق مائدة امرئ ما لا يريد من الطعام
و إذا اللسان أذاع ما يأبى الضمير من الكلم
فلتذكرونى
فلتذكرونى إن رأيتم حاكميكم يكذبون
و يغدرون و يفتكون
و الاقوياء ينافقون
و القائمين على مصالحكم يهابون القوىّ
و لا يراعون الضعيف
و الصامدين من الرجال غدوا كأشباه الرجال
و إذا انحنى الرجل الابىّ
و إذا رأيتم فاضلًا منكم يؤاخذ عند حاكمكم بقوله
و إذا خشيتم أن يقول الحق منكم واحد فى صحبه أو بين أهله
فلتذكرونى
و إذا غُزيتم فى بلدكم و أنتم تنظرون
و إذا اطمأن الغاصبون بأرضكم و شبابكم يتماجنون
فلتذكرونى
فلتذكرونى عند هذا كله و لتنهضوا باسم الحياة
كى ترفعوا علم الحقيقة و العدالة
فلتذكروا ثأرى العظيم لتأخذوه من الطغاة
و بذاك تنتصر الحياة
فإذا سكتم بعد ذاك على الخديعة و ارتضى النسان ذله
فأنا سأ ذبَح من جديد
و أظل أ قتَل من جديد
و أظل أقتل كل يوم ألف قِتلة
سأظل أقتل كلما سكت الغيور و كلما أغفا الصبور
سأظل أقتل كلما رغمت أنوف فى المذلة
و يظل يحكمكم يزيدٌ ما .. و يفعل ما يريد
و ولاته يستعبدونكم و هم شر العبيد
و يظل يلعنكم و إن طال المدى جرح الشهيد
لانكم لم تدركوا ثار الشهيد
فأدركوا ثأر الشهيد
،،
عبدالرحمن الشرقاوى

8 comments:

أميرة Sunday, May 24, 2009 12:15:00 PM  

رحمة الله علي سيدنا الحسين

والله الواحد ما عارف يقول ايه

يمكن اتكتبت المسرحية دي من فترة مش بعيدة بس كأنها بتتفرج علي حالنا والاسوء قادم

سنذكرك اكيد

تصدق انا لقيت اني معنديش حاجة املكها الا التذكر دا؟

كل اللي طلبه علي لسان سيدنا الحسين من ان نذكره في مواطن عديدة .. كلها حاصله في ابشع صورها

الظلم قاعد فوق رؤوس البشر و الحق متداس تحت جزمة الظلم

و كل الكل واقفين يتفرجوا ولا حد قادر يفتح بقه واللي بيفتح بقه بيفتحه اما عن قلة حيلة ومصمصة شفايف بانه يتنح قدام اللي بيشوفه او عن شوية برطمة بردة نابعة عن قلة حيلة

التفاوت الرهيب بين المستويات وفي الدخول والمعيشة مخلي الكل مش طايق الكل
الكل بيجري ورا لقمة عيشه و لو يطول ياخد لقمة اخوه حتي وهي في بقه هياخدها ولو يطول يفتح بطنه يطلعها منها يعملها

لما اب يقتل ولاده و ام تخنق عيالها وابن يضرب اللي جابوه بالجزمة و جحود هنا وهناك و بردة وراها الفلوس و جشع و طمع و انا ومن بعدي الطوفان

لما الطيب قالوا عليه اهبل و عبيط وملوش عيش في الزمن دا
والخبيث اللئيم هو سيد الموقف و هو اللي بيتشال علي الاكتاف

يوووه هنقول ايه ولا ايه

فينه الحسين نقوله فاكرينك اه بس دبرنا ما باليد حيلة !!دبرنا

كبير حيلتنا اللي بيطلع غلبه في سيجارة ولا بيتخانق مع دبان وشه
والقليل اوي اللي بيخر ساجدا لله طالب منه الفرج وهو موقن بقول الله ان مع العسر يسرا

مش كانوا الناس زمان يعلموا ولادهم ان الرزاق هو الله و ما اصابك لم يكن ليخطأك وما اخطأك لم يكن ليصيبك؟؟
مش كانوا دول علموها للي وراهم واللي وراهم لحد ما توصلنا

كان اكيد هيفضل في ظلم و افتري زي ما هو موجود من اول الخلق لان الخير مولود مع الشر الند بالند .. بس اكيد كان الناس هيحسوا بالخير دا زي ما هم طافحين الشر ليل ونهار

وانعدم الامان والامن واصبح اللي ماشي في الشارع عينه في وسط راسه
لو بنت تبقي خايفه حد يقرب ويمشي جنبها لانه وارد جدا يمد ايده قبل لسانه
ولو راجل ولا شاب ولا حتي ولد يخاف يبص يلاقي اللي ماسكله مطوة ولا غيرها و عايز يسلبه ما يملك

لما اللي ملوش لا دين ولا ملة بيطالب بوجوده مواطن مصري له حقوقه و يحط صباعه في عين اي حد و يقولوه و ماله متجاهلين انه مرتد و بيضيعوا حد من حدود الله بضياع تطبيق حد الردة عليهم و ماله وماله دا مواطن وله حق المواطنة

ملعونة المواطنة قدام التجبر علي طاعة ربنا في احكامه


من يوم ما بيتولد الطفل وهو بيتربي علي ان في حد احق من حد وبيغتصب حق حد تاني و يفضل يقلد و يكبر جواه اللي اتربي عليه من اول ما ياخد لعبه مش بتاعته لحد ما يهتك عرضه مش حلاله و يسرق وينهب و يقتل

والعيب علي مين؟؟

العيب فقد في عجلة الزمان وهي دايرة !!

العيب اتشال من قواميس البشر

بقي اللي ينزع الحياء من كلامه يبقي يا سلام دا بني ادم متحضر و عايز يحل المشاكل مش بيحط راسه في الرمل زي النعامة

بقي اللي بيجرح في غيره دا صاحب فكر و بيدافع عنه ولو علي حساب اقرب الاقربين

يوووووووووه باه هنفتكر ايه ولا ايه

دا حتي اللي علي فراش الموت مش بيفتكر يصلح البلاوي اللي عملها بيحرم حد من ورثه فيه و يقولك مهو اصله مش محتاج واللي عندي اولي منه

الكل بيضيع حدود ربنا والكل بيتجبر علي احكامه .. من ابسط كذبه لشهادة الزور للزنا للشذوذ للقتل والنهب وكل موبقات عصر السرعة و التقدم والاصلاح

لطف من الله ان الرسول لم يعش عصرنا ولا يمكن كان الحال اختلف؟؟ الله اعلم
لطف من الله ان الصالحين بيرحمهم الله من انهم يطولوا في الزمن دا

كتير بنقول الطيبين ملهمش مكان في الزمن دا و لما حد منهم بيتوفاه الله بنقول اهو ربنا رحمه من البلاوي اللي بنشوفها ليل ونهار

و كلي اسف وخجل واسي لما اقول لسيدنا الحسين ستظل تقتل كل لحظة ودم الشهيد سيبقي معلق لانه لا يوجد في زمنا من يأخذ بثأر الشهيد من كل ما هو سيء

معلش طولت عليك بس قلت المرة دي مبدهاش مش نافع افضل زائرك غير المعرف

اختار موفق للجزء المطابق للواقع الاليم

نسأل الله المعافاة من الابتلاء

أميرة Sunday, May 24, 2009 5:47:00 PM  

دي طلعت اطول من التدوينة نفسها :(

مش تبقوا تعملموا ليمت للتعليقات بدل ما انا سرحت كده :(

معلش متأسفة لطول التعليق وكمان علشان برطمة مفيش منها فايدة

الكلمة نور Sunday, May 24, 2009 9:01:00 PM  

الكلام مافيش عليه اسف
الاسف عالحال اللى بقينا فيه
رغم ان تعليقك فىه حاجات تستحق التعليق والنشر كتدوينه منفصلة
بس تعليقك وجعلى قلبى شوية
مالقيتش قدامى غير انى اامن على اخر دعاء
وياستى هو بس انا حسيت كمان ان تعليقك خسارة يبقى تعليق
وشكرا ليك

عمرو Sunday, May 24, 2009 10:11:00 PM  

و كأنما كان الشاعر العظيم عبد الرحمن الشرقاوى يستشف الغيب و يقرأ المشهد الحالى !!
أشكرك من قلبى يا عزيزى على اٍنعاش روحى بهذه الكلمات الرائعه و لك كل التحيه و التقدير ..

الكلمة نور Monday, May 25, 2009 1:18:00 AM  

ربما هذا ما راّه الشرقاوى فى وقته
ولكن لو قدر له ان يراّنا الان
لانحبست الكلم وعجز الوصف ان يجارى الموصوف

الكلمة نور Monday, May 25, 2009 1:19:00 AM  

ولك منى تحية

sara rabie Monday, May 25, 2009 5:38:00 PM  

تدوينة

بتوجع

بالاوي

...

والله بجد

الكلمة نور Tuesday, May 26, 2009 2:09:00 AM  

اسف يا سارة
:)

Powered By Blogger

Popular Posts

عالماشى

لا ترهبوا طرق الهداية أن خلت من عابريها
ولا تأمنوا طرق الفساد و إن تزاحم سالكوها ..
عبد الرحمن الشرقاوى

زوار

Followers

Total Pageviews