إيران وما افتقده فى مصر

تكون فى اخر الليل مارا على الطرقات التى يملأها صوت حذاءك صخبا فى الليالى الموحشة تصعد منزل ابيك
تدير المفتاح وتدخل
وما بين دخولك ووضع سلسلة مفاتيحك فى مكانها المعتاد تشلك المفاجأة فتتسمر وانت تشاهد امك لا تلقى بالا لك
بل تراها تمنح عشاءا وحنانا لشاب يشبهك.
لا احد يراك الاك
احدهم سرق بطاقتك ويستمتع ببيتك واشيائك وحين تنظر للمراّة فلن ترى شيئا ...انت غير موجود
هذا احساس لا يخرج من قلبى ولكنه مع طول معاشرة اصبح جرحا موسمى النزف
وايران اخر مواسمه
هناك نظام مستمد من مذهب (الشيعة الامامية) يعتنقه اغلب اهل البلاد مستند الى ثورة شعبية جاءت به
ثورة شعبية حقيقة- وليس انقلاب عسكر تبناه الشعب- فى دولة تحولت من النظام الامبراطورى للنظام الجمهورى يحكمها رئيس جمهورية وهو تقريبا ثانى اعلى سلطة فى البلاد ليكون فى الترتيب الثانى بعد المرشد الاعلى للثورة الذى ينتخب من مجلس تم انتخابه عن الطريق الشعبى المباشر
وهذا مضمون نظام الديموقراطية الايرانية
وكانت الانتخابات الرئاسية التى عقدت منذ اسبوع هى الانتخابات السادسة التى تقعد فى هذا النظام على مااظن
وكان التنافس فيها بين رجلين
موسوى وهو رئيس وزراء سابق اصلاحى ومحمود احمدى نجاد متشدد
وتمت الانتخابات ليخرج علينا الجميع بالقول ان نجاد ناجح باكتساح
ويبدأ كل شئ
احتجاجات
ادعاءات بالتزوير
مظاهرات
قمع للمظاهرات
عنف
قمع لحرية تداول المعلومات
تورط اعلام العالم كله بما فيه العالم العربى فى الترويج لفكرة ان استبداد وقتل للحرية يحدث فى ايران
وفى اجواء تعتيمية جبارة يمارسها النظام الايرانى يصبح التخمين حلا وترويج الاشاعات واجب
لا احد يجيب بالحقيقة التى يبدو ان لا احد يعلمها اصلا
يقول النظام الايرانى ان مايحدث هو مؤامرة غربية
ويقول موسوى ان هناك انحرافات فى نظام الثورة وان تزويرا حدث ليمنع وصول اصلاحيا يهدف لاحداث تغييرات تضمن سلامة النظام
******************
لا تنتهى الاحداث عند هذه النقطة ولكن الامور تتطور بشكل سريع
فالمرشد خامنئى يعلن ان هناك حلين لا ثالث لهما اما قبول المعارضة مبدئيا بنزاهة النظام وبعدها نستطيع النقاش حول اعادة فرز الاصوات
موسوى الذى يعتز بالقوة التى يتمتع بها فى الشارع يصعد الامر ويقول انه مستعد للشهادة ليثير مناصريه المثارين اصلا
مناصرى موسوى الذىن يسربون للعالم وحشية النظام وحرسه الثورى يبدون للغرب مستوفى الشروط للقبول بهم كصناع ثورة شعبية لتغيير نظام على استعداد ليعادى العالم كله بلا اى تردد
فلهم لون خاص بثورتهم
وزعيم قوى ويعرف من اين تؤكل الكتف
وشباب يمتلؤون قوة ونشاطا
*******************
يسقط مما سبق كتابته احداثا كثيرة واراء كثيرة
واستدلالات مهمة ولكن ما يهم هنا هو
ان ديموقراطية ايران العرجاء
لن توصلهم لشئ فلا يوجد دولة تتحمل بقاء كل هذا العدد من البشر فى الشوارع محتجين لمدة شهر بدون ان تنهار
ولا يوجد دولة تعرف الحرية تستطيع ان تستخدم هذه القوة المفرطة فى قمع شعبها
والثانى ان الغرب متورط فى دعم موسوى حتى اذنيه وان موسوى نفسه كان لديه سيناريو جاهز للانقلاب على نظامه الحاكم لان البعض فى ايران يرى انهم يتورطون فى حروب لا تخصهم وانهم ينفقون اموالا الشعب اولى بها والغرب يؤيد هذه النظرية
الثالث وهو ما يهمنى شخصيا ان الغرب لا يتورع عن دعم الثورات والثورات المضادة
والمستبدين والاحرار على حد السواء ولا يبالى يموت الناس ام يحيون بحرية وكرامة طالما ظلوا خارج حدودهم الشخصية
واخيرا فانى احب فى ما يحدث فى ايران مهما كانت دوافعه ومحركاته وشخوصه وطبيعة ومذهبية نظامه ان هناك لايزال قدر ولو قليل من الاحرار
وانه هناك بشر يفكرون فى اوطانهم ومستعدون للموت من اجله وليسوا على استعداد للموت للانتظار على الجار السو...........لتكمل مكان النقط
واننى هنا فى مصر افتقد بعض من هذا وبطاقتى الشخصية وحرية لن تأتى الا بثمن لا اعرف احدا هنا فى وطنى مستعد لدفعه

4 comments:

Unknown Monday, June 22, 2009 12:30:00 AM  

جميل
يا استاذ

الكلمة نور Monday, June 22, 2009 12:42:00 AM  

ربنا يجبر بخاطرك يا بدراوى
ودى معناها شكرا:)

حواء Monday, June 22, 2009 11:26:00 AM  

الخوف من الموت ومن الحرب ومن الجهاد يعمل اكتر من كده

الكلمة نور Monday, June 22, 2009 2:15:00 PM  

ماهو السؤال اللى يجنن اللى بيخاف من الموت يبقى بيحب الحياة
طيب هى الحياة اللى فى مصر دى حياة
الناس طلعان روحهم وبيموتوا بعض لو حد داس على رجل التانى
يبقى حياة ايه اللى بيخافوا عليها؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

Powered By Blogger

Popular Posts

عالماشى

لا ترهبوا طرق الهداية أن خلت من عابريها
ولا تأمنوا طرق الفساد و إن تزاحم سالكوها ..
عبد الرحمن الشرقاوى

زوار

Followers

Total Pageviews