أى وحوش يصنعون؟

اذا قررت ان اكتب فإن مشكلة تواجهنى ان اى فكرة تخطر ببالى تبدأ بلا اعرف او لست ادرى او ادوات نفى المعرفة المحبطة ,محبطه ليس لانى سأعبر عن جهلى, فالحقيقة اننا جميعا نجهل اشياء يعرفها الاخرين عن ظهر قلب ولكن محبطة لانى سأعترف للغرباء ان شيئا ربما يكون بديهيا لهم قد فاتنى ببساطة وبدون تفكير ربما لانى لم اجربه او اقرأ عنه حتى ووقتها سيبدو العالم الذى يبدأ من بوابة بنايتى غابة مجهولة من الاحداث المعروفة للجميع ويتملكنى الخوف وافقد الثقة فى ما ينتمى لخارج محيط مكون من ثلاجتى -تلفزيونى - كمبيوترى - سجائر - ولاعتى - مروحتى - باب شقتى العتيد الذى كانت تقول جدتى فى وصفه قبل ان تراه
" الباب المقفول يرد القضا المستعجل"
ولست اشك فى حكمتها المليئة بالخوف لا سمح الله ولكنى اعرف ان بابى ليس يكفى ليرد قضاءا مقدر الا ان كانت قالتها من باب التحرز الشديد
جهلى اذا بالبديهات وخوفى من ان يعرف الاخرون هذا يجعلنى اتجمل بحكاية القصص التى اقوم فيها بدور البطولة يجعلنى اخفى عيوبى واخفى حتى حزنى يجعلنى اشعر الاخرين انى قوى لا الين
ويملؤنى غرور غير مسبب الا انه اول حائط صد ضد الغرباء ويجرك لتصبح ساخرا متهكما دائما
والتهكم سلاح الضعفاء على ما اظن
فالاقوياء منطقيون يهبهم الكون بعض من حكمته فهم قادرون ان يحاكموا انفسهم ويحاكموا منطق الاشياء ذاته لا يتورطون فى الدفاع عن امر خاطئ بدوافع وهمية بل هم اصلا ضد مبدأ التورط ولا يحضهم كره شئ على انتقاده بل هم يستطيعون التميز دائما بين شيئين الامور التى يحبونها والامور الصحيحة.
نجهل اذا فنشعر بالخوف ونتجمل بالقصص ونصبح ساخرين ونعبئ روحنا بمعرفة سطحية نتباهى بها امام جهلاء اخرين ونصنع معارف واماكن نجد فيها كينونتنا الباهتة ,نقتبس من الاخرين كلماتهم بدون تجاربهم ندير الكون حول انفسنا فنصبح محور الاحداث واذا نظرنا لصورة جماعية لا نرى الا وجهنا دون النظر للاخرين والخلفية.
يسقط منا الاصدقاء ونطرد الاحباء جبرا او اختيارا
نتحول ونتحول
نتورط فى انفسنا كثيرا فلا نستطيع الخروج نصبح اخرين يسكنون اجسادنا ايجار مفروش فلايهتمون بالفرش لانهم لا يملكونه
والذى لا يملك لا يهتم
نصبح جزرا منعزلة فى قلب محيط يسمى الوطن
نملك لسانا واحدا ولا نفهم بعضنا ورثنا عيوانا واسعة ولكننا لا نرى
لا يعرف حقيقتنا الا من عرفونا منذ الطفولة كل شخص يعرف قطعة فإذا ما غاب اخذ قطعته معه وتركك منقوص حزين
وتتوالى الحياة ويتوالى الفقد
ويذهب الجميع ويأخذون قطعك السينيه ولا يبقى معك الا القطع المزورة
نصبح هكذا جميعا
وننظر فى المراءة فى لحظة الحقيقة لنرى اى بشاعة تتملكنا واى بشر اسكناهم روحنا
ويتملكنا الفزع ويلهب الفزع اعصابنا فنتوتر
ونجرى فى الشوارع كما نرى انفسنا دوما لا نهتم بأحد لا نبالى بالاخرين ونقول فليحترق العالم الذى لست احياه
ولتذهب الانسانية والرحمة الى الجحيم
نقول هذا فى داخلنا, وليكن المى هو الشئ الوحيد الذى يستحق غضبى ولاهرق دمعتين حين اشاهد قتلى الحروب فى قناة اخبارية
اى بشر اصبحنا؟
اقول احيانا ان الفقر يخرج اسواْ ما فى الانسان
يخرج جهله وضعته, يبقى الفقر روحه الشرسة غير المبالية بالام الاخرين طافية على السطح يجعله حيوانا يقاتل ليعيش ولكن المفاجأة ان الفقراء ليسوا جاحدين الفقراء الذين اعرفهم الذين لا يملكون قوت يومهم اغلبهم طيبون
يدافعون عن بنات الناس فى الشارع ولا يسرقون
هؤلاء الذى انتمى اليهم لا يقتلون جملة ولا قطاعى مثل(ممدوح اسماعيل وهشام طلعت) وليسوا مثل معجزة جيل الخبز الكايزر واخر مثال عملى لثقافة الكمالة التى اندثرت من محلات الكشرى المعجزة احمد عز لا يتربحون بسلطات ساقها الله اليهم ولا يحتكرون لانه امر محرم شرعا ولا تتنامى ثرواتهم بشكل خزعبلى ليخرجوا على الناس بتفسيرات من نوعية ربنا موسعها عليا.
الفقراء الذين يخرج الفقر اسوأ مافيهم هم فقراء من نوع اخر ليسوا هم الفقراء الشرفاء الذين لا يملكون المال فهؤلاء على الاقل الذين يتمنون ان يلحقوا فى الاخرة بما يعوضهم عن هم الدنيا
الفقراء الاخرون صنعتهم الميديا
خلقهم التلفزيون والسينما والشهرة والصحافة
بشر خلقتهم حقائق مزيفة
صنعت السينما الموجهة لديهم عادات سيئة علمتهم انهم اولى باهتمام انفسهم , اقنتعتهم انهم هم ابطال حياتهم وانهم احرار بلا حدود
بئس الحرية
و نمت الاعلانات حيواناتهم المحبوسة خلقت لهم احتياجات يستطيع الانسان السوى ان يعيش بدونها
الموبايل - الدش -السيارة الفارهة -الثلاجات التى تصنع ديكورا -حمامات اعزكم الله تشبه الجنة ذات النوافير-تلفزيونات ارق من الورق-السجاد الراقى - مزهريات بورد صناعى - خزانات قيمة ليوضع فيها اوعية اكل لن تستخدم -احذية فيلكرو - ولاعات ذهبية -ملابس بالاف الجنيهات بلاسبب
صنعت لهم عالم خيالى من اشياء صغيرة لدرجة انك لو فتحت التلفزيون فى اى وقت تشائه وشاهدت اعلانات الجبن والزيوت والمياه الغازية والاسكان الفاخر جدا
تستطيع بمنتهى البساطة لو شئت ان ترفع اسم المنتج فى خيالك وتضع مكانه اى مخدر معروف لا يجب عليك تغيير تفصيلة فى الاعلان وصار كل شئ فى محله
فالبيبسى ماكس تقوم محل الهيروين
والكولا زيرو تشبه فى نتائجها مخدر الماكستنفورت
واعلانات السكن الفاخر تشبه دور مهدئات الاعصاب
الى اخره
والفقر فى تعريفه اللغوى:هو الاحتياج
وعلم الترويج الذى يعتبر الاعلان اح ادواته قائم فى احدى مراحله على خلق الحاجة وليس ترويجها
انهم يخلقون احتياجا ,يثيرون الرغبات الكامنة ,يوهمون الجميع بجنة محالة على الارض
فى الحقيقة انهم يصنعون محتاجين لاخر موضة وحوش تستطيع ان تحارب طيلة اليوم لتظفر بساعة سويسرية ذهبية وهى تضيع الوقت فى مقهى فاخر وفى اخر اليوم تستطيع هذه الوحوش ان تسحق اى شخص بسيارتها اخر موديل- او هى تمشى اذا كانت فى اول مراحل الصناعه - لتصل لبيت تحوطه حديقة فى قلب جحيم الضائعين
انهم يصنعون فقراء لن يشعرون بالرضى مهما امتلكوا لان صناع الفقر يلاحقونهم اينما ذهبوا
اى وحوش يصنعون واى بشر اصبحنا وفى اى عالم نعيش؟

9 comments:

أميرة Tuesday, June 30, 2009 8:07:00 PM  

قال الله جل وعلا : { وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ } [الحشر : 19] .

في الحديث الصحيح قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (مثل الذي يذكر ربه ولا يذكره كمثل الحي والميت) اخرجه البخاري

في الأية و الحديث ما يجيبك

كتبت كلام كتير ومسحته

الفقر فقر الدين والاخلاق
الغني يرفع الغني بكرمه وعطفه علي اللي اقل منه

لو مكانش الغني ربنا اداله من فضله وهو هو نفسه كان انسان معدم .. تفتكر كان هيكون ايه غير نفس الوحش بس في حدود ما يستطيع لفقره

وبردة مش كل غني ومش كل فقير

بص دا اتربي علي ايد مين ودا علي ايد مين

مين علم دا العفة والامانة والاخلاق
ومين علم دا السرقة والنهب وقلة الحياء حتي مع الله واستباحة كل المحرمات

sara rabie Wednesday, July 01, 2009 10:29:00 AM  

" الباب المقفول يرد القضا المستعجل"

اكثر ما اعجبنى

وفهمته

:)

جلال كمال الجربانى Wednesday, July 01, 2009 11:43:00 PM  

السلام عليكم

ويظل الإنسان يدور فى حلقه الأستهلاك التى لاتنتهى وتتجدد بإستمرار
أصبحت عبوديه

تحياتى

راسبوتين Saturday, July 04, 2009 5:55:00 AM  

رائع وتصوير واحساس اكتر من ممتاز
بجد اسلوب راقى لسرد الحقيقة اللى بنعيشها
وللاسف كلنا مشاركين فيها

وصدق قول الرسول ( صلى الله عليه وسلم
" منهومان لا يشبعان ، طالب علم وطالب مال "

الكلمة نور Sunday, July 05, 2009 1:19:00 PM  

اسف جدا جدا للتاخر فى نشر الردود
بس الظروف ما سمحتش
مش هاقدر اعلق على الردود كمان
اسف
لنا عودة

الكلمة نور Tuesday, July 07, 2009 2:18:00 AM  

اليس انا اتحدث عن نوعين اخرين
من الفقراء والاغنياء وليسوا مدرجين فى التقسيمة العادية

الكلمة نور Tuesday, July 07, 2009 2:20:00 AM  

سارة
ادعى لجدتى بقه
وادعيلى ان العفريت اللى بيكتب كلام مش مفهوم يهرب

الكلمة نور Tuesday, July 07, 2009 2:25:00 AM  

راسبوتين
شكرا يا "راس"وفعلا صدق رسول الله
ماينطق عن الهوى

الكلمة نور Tuesday, July 07, 2009 2:27:00 AM  

واحد من العمال
دا المطلوب
يدور كما الطور
فى الساقية
عينيه معمية
ويلف يلف
ويرجع اخر كل يوم مصدع لنفس المكان

تحياتى ليك

Powered By Blogger

Popular Posts

عالماشى

لا ترهبوا طرق الهداية أن خلت من عابريها
ولا تأمنوا طرق الفساد و إن تزاحم سالكوها ..
عبد الرحمن الشرقاوى

زوار

Followers

Total Pageviews