عندما هاج عرابى على الخديوى

عندما اراد عرابى ان يهيج على الخديو لم يستيقظ فى السادسة صباحا وينزل من مدينة نصر ليقابل اصدقائه الهائجين عند ثكنات الامن المركزى فى الدراسة متخذين طريق الازهر حتى ساحة عابدين المجيدة
بل استيقظ براحته خالص 10 صباحا تقريبا واصطبح فى قهوة "ابو علاء" فى شارع حسن الاكبر بكوب شاى بحليب "منه فيه" وحجرين قص صباحى ثم امتطى حصانه الروسى الاصل"بديل اللادا الحالية"وذهب ليهيج على الخديوى بدماغ موزونة
وافلح مسعاه فقال:"لقد ولدتنا امهاتنا احرار ولن نستعبد بعد اليوم" اى شجاعة هذه؟
انها شجاعة الاصطباحة الجميلة والنوم الهانئ
هذا ماحاولت ان اقنع به صديقى الذهاب فى الصباح الباكر التالى للفجر مباشرة لمساندة اصدقائه المحتجين أمام وزارة العدل
يضحك ويقول: بس أنا مش عرابى.
أقول: طب ايه اللى هيخليك تقلقنى بدرى يا حيوان طالما عارف انك مش عرابى؟
يقول :عشان كان المفروض انام هناك ومقدرتش
أقول: طالما عيل ومبتقدرش بتورط نفسك ليه؟
يقول:هى دى الله يعينك؟
اقول: متزعلش حقك عليا .....الله يعينيك ويرزعك فى الارض
يضحك واضحك
**************************************
ليس للبطولة علاقة بالاستيقاظ المبكر ولكن لها علاقة بالاستيقاظ بوجه عام
هذا ما تحاول ان تقنعنا به اعلانات المنشطات الجنسية المنتشرة بهطل هذه الايام فى المحطات وخصوصا قناة الحياة
اعلان عن فايركتا اللى هيخليك "تفرتك" مصحوبا فى اوقات برجال محترمين يرفعون "كوريك" وبيغنوا اغنية لها علاقة بالرفع واعلان عن شئ اخر هيخليك تقف "وقفة راجل" مع شخص يظهر فى الاعلان وهو يطول ويطول امام زوجته
واعلان من قبلهما عن امراءة متنرفزة وبتكسر فى بيتها وجوزها واقف قدامها زى الاباجورة وبعدين بيجرى ويدخل اودة ويقفل عليه ويبلبع حباية
وبعدين مراته تكسر عليه الباب
فإذا ما نظرت لما دون حزام وسطه-بعد الحباية طبعا- انهارت من الارتياح وخلعت توكة شعرها على طريقة الافلام العربى القديمة
يادى الفضيحة يا جدعان
اسمع من يقول : فضيحة ايه بس بلاش تخلف
دى علاج مش رفاهية
يا راااجل والله ما كنت اعرف
ايه عدم القدرة بقت وباء؟
يعنى عدت الكبد الوبائى والفشل الكلوى ؟
انا متأكد لا طبعا
طب لو افترضنا ان الكل اتضرب وبقت مشكلة عامة مع انى ماظنش -بس هو الكسل الله يحرقه-يبقى لدرجة الكوريك ورجالة بتغنى للرفع
ورجالة بتطول كلها ببعضها أول ما تدخل البيت ؟
++++++++
اذا كان هذا يخرج عن اخلاقيات المجتمع فلماذا يصمت عنه الجميع وكأنه فعل عادى لا يمت للخروج عن المألوف بصلة؟
هل مشاهدة اسرة لاعلان مثل هذا لا يخدش حياء نسائها على الاقل فى جلسات بها شباب او بنات؟
هل يتم اختصار الرجولة فى الفحولة؟
يعنى اذا اتفق رجال الوطن على بلبعة فياجرا فى يوم واحد فسنثور على قصر العروبة؟
والسؤال الاهم
هل هاج عرابى على الخديوى لانه كان ضارب فايركتا ؟

لطالما أذهلنى ودك

سيدى
وددت دائما ان اكتب عنك ولكن كلاما يتدفق ثم يعلق فى حلقى ..ولا يخرج
ويتحشرج صوتى فأصمت ,وابقى منتظرا
فأشتاق اليك وأعيد الكرة الى ان اصمت مرة اخرى
لكنى الان, فى هذه المرة قلبى لا يصمت رغم انه اعتاد ان يتراجع فى كل مرة
ترانى نزقى يذهب عنى ويتوقف دفق الشر فى دمى؟ أم انى أخرنى بصرى الزائغ من ضغطة فقدان الزمن أو الفرصة؟
لن اجيب ولا ابالى فليس كل سؤال طلب للعلم وليس كل جواب يمحو جهل ولست اكتب لكى اسأل أو اجيب
ولكنى اكتب لانى اسأل أنسا فى وحشة ونورا يذهب ظلمة
سيدى
المطمئن لا يضل هكذا يقولون
والتائه ايضا - انا اقول- فكيف عساه من فقد الطريق يتيه؟
بل يمعن فى البحث
يتحمس حين تخالط اهداف البصر سراب
ويجرى فلا يصل فيحبط
فيتوجه لطريق اخر , يعمل عقله ويمل , فيعمل قلبه ويبحث ويتحمس
ويجرى ويقترب فى بعض الاحيان واحيانا يبعد
يلمح سبلك مقتربة فيطمح فيها
لا يفتر
التيه بحث دائم يا سيدى وانا فى قلب التيه
ابحث
سيدى
قد يبدو احيانا حنق منى ونقمة
قد يبدو غضب الجاحد فى وجهى
قد اهرب او اتهرب
ارفض فى التيه طريقك وادعى انى ابحث
انا كاذب ولست حاقد ولا غاضب ولا ارفض طرقك ولكنى فقط مرهق
متعب جدا
تعلم هذا - انا اعلم
ترانى احيانا ابكى شوقك واتخيل انى سأبكى مخى ولكنى فجأة اهدأ
حينها اعلم انك تقبل دمعى وشوقى وارهاقى وتعبى
تعلم من داخل قلبى انى اريدك
وتعلمنى انك تعلم ويصبح كونك لحظتها قبضة من تراب لا اقبلها
حين تعلم منى وتعلمنى انك تعلم
اكف عن البحث وأنام
سيدى
لطالما شغل كيانى بودك.
فأنا جربت الود البشرى وأعرف ان تلقى السلام ويرد اليك سلام بود بشوش
واننى طالما عدنى البشر فى الدنيا قويا
وعرفت الاقوياء الكرماء وبادلونى الود
كل مثل بضعفه
التحية الصباحية بتحية وكوب شاى
اكرام الضيف بقابله ان اكرم انا وضيوفى
اقراض المال الحسن والذود عن اعراضهم فى الطريق
قابله أن اصبحت فردا من اهلهم
فتحت بيوتهم
وقوبل ادائى للواجب بكرم اثلج صدرى لا استطيع ان انساه
يتذكروونى فى كل شئ حتى تحية قبل النوم
سيدى هؤلاء كانوا بشرا فكيف اذا وددتك وانت اكرم الكرماء وانك اقوى الاقوياء
الهى وسيدى ومولاى
الان يذهلنى ان يصبح احدهم محط ودك ما الذى فعله لينال ودك
أركعتين فى الليل؟
اصوم فى الحر؟
ابتسامة فى وجه يتيم؟
صدقة لمحتاج من رجل لا يملك الا تلك الصدقة؟
اعلم ان الكريم حين يعطى لا يستبقى
وأنا اسأل كرمك
وهذه أول مرة تحل عقدة لسانى
وأسأل عفوك الذى لا يغادر ذنبا الا محاه
يا رحيم يا ودود يا كريم
كيف هو ودك ؟

جامدين جامدين

مصرى بس تمام



عربى تمام اوى اوى


دماغ متتكررش

لماذا اراقب التعليقات؟؟

صديقى المهندس:
تعترض كثيرا على من يحبون الرقابة على التعليقات الواردة لديهم وأنا اولهم
وتسألنى لماذ؟
هل انت مثل رقباء الصحف البائدين ينقحون الاراء؟
يتحكمون فى رأى الاخرين؟
وتقول ايضا:لو كانت المشكلة فى اى تعليق غير لائق فابامكانى مسحه دائما
وعندك حق
ولكن من قال انى اتصنع رقابة التعليقات من اجل هذا
فانا اقل من ان يسبنى احدهم فى مدونتى وقليلون هم من يداومون على زيارتها
وهم اصحاب خلق قويم على ما اظن
وحتى اصحاب الخلق الغير قويم الذين سيمرون مصادفة فابامكانى دائما ان اختبر لسانى السليط واخراج بعض المعلومات "الابيحة" التى تعلمتها منذ نعومة اظافرى فى الشوارع- معهم وهذا اختبار لطيف لقدرتى على الردح
انا احتفظ بالرقابة لامر اخر
هل ترى كم عدادت الزوار التى تقع فى يمين مدونتى؟
هل ترى ذلك الدليل بشع المنظر الذى يقول من اين يأتى الزوار؟
انا احتفظ بهم رغم رداءة منظرهم لنفس السبب
ان جزء غير صغير من نفسى يهتم بمعرفة عدد الزوار,انه ذلك الجزء الصغير فى نفوسنا الذى يقول اننا وسماء وغير تقليدين واننا مهمين ولنا نظرة ثاقبة وان ارائنا تستحق اهتمام العالم
الجزء الذى يجعلنا ننظر فى المرآة
هو نفس الجزء الذى يجلعنى اهتم بعدد المهتمين بقراءة مدونتى
هذا الجزء يجعلنى محب للسيطرة حتى ولو على امر تافه
يجعلنى افتح الداشبورد بكل اهتمام لانظر من علق على تدويناتى
ذلك السطر الصغير المكتوب فيه" هناك عدد من التعليقات تحتاج منى لان اقراءها قبل نشرها" يخاطب هذا السطر غرورى ان هناك من يهتم بما اكتبه
ليس هذا اعتراف بقدر ماهو تفسير لامر اعرفه فى نفسى واستمتع به رغم انك قد تراه تافها
الا اننى بهذا النوع من التفاهة مغرم
وهذه المدونة اخرجت من داخلى شخصا لم اكن اعرف انه يعيش بداخلى
انا اهتم اذا بان اتحكم شكليا فى التعليقات وان ارى هذا السطر المنعش لغرورى الغير مبرر
وليس لاى سبب اخر مهما بدا لك مهما
اكتب هذا فى بوست منفصل وليس داخل الردود لانى ارى ان هذا التفسير يوضح جزءا من شخصيتى التى اخفيها عن الكون
ولانى ان لم اشرح نفسى فى مدونتى فلماذا ادون اذا؟
تقبل خالص شكرى-وخالص شكرى ليس ابن شكرى سرحان

كل يوليو والثورة واكلة دماغكم

فى مصر:
انفلونزا الطيور تحقق اعلى معدلات الاصابة خارج اسيا وتتحول لمرض متوطن
انفلونزا خنازير وأول وفاة فى العالم العربى
الطاعون يعود وكاننا فى الجاهلية
الدرن-السل- يعود بمعدلات عالية بعد ان اعلنت الحكومة انه كان تحت السيطرة
التيفويد نتيجة تلوث شبكة المياه
-
قطارات وولعت
مراكب وغرقت
طيارات ووقعت
عربيات وطرق وبيموت مننا كل سنه واحنا بنعدى الدائرى اكتر من اللى ماتوا واحنا بنعدى القناة
جبال وبتقع على اللى ساكنينها
قمح ومليان بلاوى وحالات تسمم بالرصاص والعيش اصلا مش لاقينه
شرطة وافسد من الشيطان نفسه
قضاء ومنيل بستين نيله
ميه وبتجيب تسمم
زراعة وسيبتوا يوسف والى يبوظها
كهرباء وسد عالى واتقطعت عن نص الجمهورية ويزيد شوية ساعات من اسبوع تقريبا
كرامة وبقت تحت الجزمة
اخلاق ومعادش فيه
دين وعليه العوض
ادب وقلة الادب احسن منه
ارض والاسم بتاعتنا وساكنين ايجار

وكمان ليكوا عين تقولوا ان الثورة حررتكم وبتحتفلوا كمان
ربنا يورينى فيكوا سنه صدعتونا بافلاكم واعلامكم واغانيكم ودوشتكم
وكلامكم وسكاتكم ونظراتكم ودفاعكم وهجوكم
ارحمونا بقى
ولو اللى جاى فيه ثورة وغضب وهتبقى زى اللى فات مش عايزين
كدا احسن اهى حتى لما تفك ربانى مش هيفضل من القديم حاجة ونبدا على نضف
ومحدش يبقى ليه فضل على حد
لا جيش ولا لامؤاخذه قرنية
طيب كل يوليو والثورة واكلة دماغكم

بعض من "الجنوبى" ا


-هل تريد قليلاً من البحر ؟
-إن الجنوبي لا يطمئن إلى اثنين يا سيدي
البحر و المرأة الكاذبة.
-سوف آتيك بالرمل منه
وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
فلم أستبنه.
.
.
-هل تريد قليلاً من الخمر؟
-إن الجنوبي يا سيدي يتهيب شيئين :
قنينة الخمر و الآلة الحاسبة.
-سوف آتيك بالثلج منه
وتلاشى به الظل شيئاً فشيئاً
فلم أستبنه
.
.
بعدما لم أجد صاحبي
لم يعد واحد منهما لي بشيئ
-هل نريد قليلاً من الصبر ؟
-لا ..
فالجنوبي يا سيدي يشتهي أن يكون الذي لم يكنه
يشتهي أن يلاقي اثنتين:
الحقيقة و الأوجه الغائبة
.
أمل دنقل

كيف تقتل جارك لتدخل الجنة؟

حين نوقع عقد شركة فإننا نوقع على اقتسام مكاسبنا وخسائرنا مع شركائنا وبأننا سنعمل بأقصى ما نستطيع لنحافظ على الأخر كما نحافظ على انفسنا. والشركاء لا يكسبون منفردين
نوقع صكا اننا لم نعد منفردين او احرارا بالاطلاق هناك من نتحمل مسئوليته هناك من يجب ان نراعيه .وليس فى الامر ما يستحق شرحا اكثر من هذا ولكن احيانا هناك ما يستحق ضرب الامثلة
حينما وقعت عقد شقتى كنت اعرف انى بهذا العقد امتلك 150 متر محدده كشقة وبضعة مترات قليله فى اجمالى مساحة الارض على المشاع اذا ما انهدمت البناية "هذا ما تحدثت فيه وكتبناه ووقعنا عليه انا والمالك القديم" ولكن ما كنت اعرفه انى وقعت عقد امتلاك صريح وعقد شركة خفى بين السطور بينى وبين جيرانى
فسنمتلك السلم والمصعد سويا ومدخل البناية والمساحة الواقعة امامها سأحافظ على ابنائه وهم يلهون امام باب شقتى وسأحفظ زوجته فى غيابه .سأهنئه فى العيد وربما سنتبادل عزومات الافطار فى رمضان ربما ,سأترك زوجتى وأولادى فى البيت وأسافر احيانا وأنا مطمئن .
عقدا مثل هذا وقعناه عندما اصبحنا مواطنين وعقود الوطن تورث ولا نستطيع ان نلغى العقد حتى لو غضبنا من بلادنا احيانا ولا يستطيع احدا ان ينزعها حتى لو خناه .
هذا عقد نوقعه مع وطن نحمل اسمه ونمنحه قلوبنا يعتصرها بين قبضته القاسية ولا نبالى بل ونمنحه قلوب ابنائنا عن طيب خاطر فهذا معنى عقد حب موروث . عقد ملكية وشراكة ولا يخدعن احد منكم الكلام المكتوب فيظن ان الامر كبير او مقعر بل هذه هى حقيقة الامر والحقيقة الاكبر انه منذ 1998 وقت اندلاع احداث الكشح لأول مرة والوطن يتداعى والعقد بيننا وبينه يكاد يكون لاغيا وبدل من ان نحبه اصبحنا ندمنه كمرض وبدل ان نمنحه قلوبنا ليعتصرها منحناه سكينا يقبض عليها اعطيناه قطعة جمر تحرقه
وتكررت احداث الكشح بعده بعام فى ديسمبر 1999 لخلاف بين تاجر مسيحى وزبون مسلم لأننا فى الاحداث السابقة لم تهدا الامور بل تم دفنها وهى متقدة فى الرماد فلما هبت اول ريح احيت نارا كان يظن موتها وكانت نارا لاهبة وظلت وتيرة الاحداث ترتفع الى مرتين فى العام
حتى جاء قصة وفاء قسطنطين المسيحية زوجة الكاهن التى اشهرت اسلامها فثار الاقباط فسلمتهم الحكومة اياها
هكذا بلا اى نقاش ولو صغير بين الدولة والكنسية وبدا الامر كما لو ان امرا صدر من الكنيسة فنفذته الدولة وتشتعل نارا جديده تضاف لنار فتنة لم تهدأ اصلا ولكن الاقباط يظنون ان الشوط الذى مر شوطهم
لترتفع وتيرة الاحداث ثانية وتزيد اعداد الحوادث لان الدولة انسحبت راضية عن جزء من سلطتها مفسحة للكنيسة لفرض نفوذها
على رعيتها الذين يتكرزون فى الصعيد وبالمناسبة الصعيد هو الذى شهد اكثر المشاكل واشهرها لتبدأ بعد ذلك المشاكل لتعم الدولة كلها من الاسكندرية حيث مسرحية الكنيسة الى المحلة الى المنصورة لنعود للاسكندرية على يد مختل ثم ننزل جنوبا الى الصعيد حيث لا يمر شهر الا وتقوم مشكله
ونحن الان فى عام يوليو 2009 ومرت الى الان ثلاث حوادث كبيرة واحد فى الدلتا (كفر البربرى)الى اثنين فى الصعيد بسبب الصلاة الجماعية فى البيوت والمسلمين الصعايدة يرفضون انشاء كنائس فى التجمعات السكنية.وستزيد هذه الاحداث حتى نهاية العام وان كنت لا اتمنى هذا.
وتصبح الحقيقة اننا ندعى اننا نحب بلادنا ونحن كاذبون لأقصى درجة نقتل جارا بلا مبرر وندعى أننا سندخل نصارى ومسلمين الجنة هذا ينطبق علينا جميعا, نقول ان الدين لله والوطن للجميع ونحن نؤمن انه لا دين ولا وطن إلا لنا بشخوصنا الفردية الضيقة ونأخذ من الدين ما ينفعنا شخصيا لا ما يهم المجتمع
اصبحنا نفعيون نعلن حروبا باسم الله لنحصل على مجد شخصى او لنعبر عن غباء نعتبره خطأ هو صحيح الدين ونقتل فيها انفسنا مسلمين ونصارى
صرنا جيرانا فى بيت واحد نقتسم السلم والمصعد والمدخل ونتربص ببعض خلف الابواب بانتظار اول خطا لا لنتعاتب ولكن لنقتل بلا ادنى شفقة فنضمن الجنة من أسرع طريق.لست اعرف حلولا لأمور كهذه الأمور ولكن كل ما أعرفه انها ستطالنى يوما لو لم انكرها من قلبى واحفظ جارى.
ملحوظة :اعلم انه قبل احداث الكشح كانت هناك احداث مماثلة كثيرة ولكن بهذه الوتيرة وهذا التسارع وهذا العنف لا اظن وما اظنه اننا نقود سيارة تسقط من فوق جبل ونحن مغمضى العيون فلا يصيبنا الا نشوة السرعة وبعض قليل نتحطم.

دار الافتاء

اليوم الذي تنقطع فيه الكهرباء والماء في بيتي
ويتعطل هاتفي
وتتحطم نظارتي
وأفقد وظيفتي
ويحاصرني الدائنون من كل جانب
واستدعى إلى المخابرات بثياب النوم
لا يمكنني أن أسميه يوماً فضيلاً
ولو كان يوم جمعة.
*
ثم أنا الذي لا أملك في هذه الدنيا
سوى هذا العقل الريفي البسيط
كيف أستوعب العالم
بكل ما فيه من أجهزة ورادارات وتلسكوبات ومخترعين ومكتشفين
وجهابذة منطق وعلماء نفس وأدمغة الكترونية وعباقرة في علم
الفضاء وكل شيء؟
لا يستوعبني؟
-----------
محمد الماغوط

الكون الرائع ويوم الخميس

خلق الله اشياءا رائعة كثيرة خلق السماء والارض والبحر والسعادة والحب والعشق والملل والكره المؤقت والجبال والزهور والبلح الرطب والتين وترك الشتاء قليل الفاكهة وخفف وحشتنا فى الصيف بالفاكهة الكثيرة وصنع لنا فما يتذوق المخللات ببراعة وامتعنا حين علم منا الزهق فجعل دورة الحياة ومقياسها باليوم-اربع - وعشرون ساعة- نقضى ثلثها نياما ونعمل بعضها ونرتاح فى الباقى وطوال اليوم نبحث عمن يستطيع ان يدخل لقلوبنا بمنتهى البراءة فيخفف حملا لا ينتهى
اعطانا لسانا واحدا واذنين لنتكلم قليلا ونسمع كثيرا وجعل اللسان رطبا دائما فاذا جف نموت
وخلقنا سمرا وبيضا وحمرا وصفرا- طوالا وقصارا-لينين ومتخشبين-عراضا وكنزين:) -ذوى قلوب مرهفة ومن لهم السنة زلقة وعقول مرتبة والمبتهجين اصحاب الخصورالضيقة وايضا متسعى القلوب
خلق محمود درويش وصلاة الليل خلق البكاء والشجن اللطيف وهبنا الندم والبلادة ونظرة العطف وخفة فى القلب بعض الوقت تجعلنا ندير ظهورنا فجأة للاشياء التى انتظرناها بعد ان قتل طول الانتظار محبة اللقاء ,تلك خفة تبرر تخبطنا فى الطرق
خلق اشياءا تبهر العين وخلق اشياءا مذهلة لا ترى ويغرقنا الخجل لو وصفناها

ملايين الاشياء تسعدنى ولكنه اختصنى بأربعة اشياء تطربنى تأخذنى لكون اخر ليس فيه انتهاء تضيف لقلبى خمسة قلوب ورئتين واربع ارجل فأصبح كائنا خرافيا لا يرهقنى الركض ولا يتأذى قلبى من كثرة نضبه اصبح جبلا من بهجة لا يزعجنى جريان الوقت ولا تشغلنى الابدية و اقول ولا يطرف جفنى على الدنيا السلام انال الان ما يكفى
واقول
المال النظيف -العطور والنساء الراقية ويوم الخميس والبدايات السيئة

استطيع ان اسود ملايين الاوراق واهدر محيطات من حبر الكترونى وهمىّ لوصف العطور والنساء ولن انتهى ولا هم ايضا ويوم الخميس على روعته لن يحتاج لشرح زائد فالكل يعرفه هو موسم الاحتفال الاسبوعى هو يوم الاختفاء داخل الاصدقاء والسهر المتاخر والانتهاء الباكر من الاعمال ولو حالفك الحظ فسيختلط مع العطور والنساء ويكون مزيجا يصبح شيئا كونيا من تلك الاشياء المذهلة التى لا ترى ولا تقبل الوصف
ولا يسألنى احدكم عن المال والا جعلت منه مزحة يتندر بها البشر الف عام قادمة .
يتبقى ولعى بالبدايات السيئة ولهذا قصة اخرى

..

أليم طعم الندم

الاسلام فى الاسر- من سرق الجامع واين ذهب يوم الجمعه

كتاب يستحق القراءة وفكرة تستحق إعمال العقل
الصادق النيهوم مفكر ليبى راحل

عريان بيجرى ورا مفلس

كانت الرابعة صباحا امس الاول قبل اذان الفجر بقليل وكان لدى ضيف قضيت معه سهرة فيها كثير من العمل وقليل من الفائدة وانا اذ شعرت برغبة فى الوحدة فقررت انى اريد النوم وانه يواجه احد خيارين اما الذهاب لخارج غرفتى فينام فى الحجرة الاخرى التى اعددتها له على عجل او ليشاهد التليفزيون والخيار الاخر لم اعرضه عليه ولكنه مفهوم وهو ان يتمشى افرنجى وعلى بيتهم.
فقال مقترحا: انا هاروح احسن.
تمسكت بعزومة" نام والصباح رباح" الى اخره مؤثرا الراحة فمعنى ذهابه للبيت ان اقوم بتوصيله لشارع فيصل لانه يخاف الاماكن الموحشة وكلاب الليل.
باختصار ارتديت جلبابا صعيديا ونزلت الوم نفسى والوم صداقة هذه الايام التى لاتورث الا قلة الراحة فتحت الباب البناية ومشينا مسافة 300 متر
شديدة الوحشة والظلام والكلاب ولكنها كلاب عبيطة تعطيك احساس بالونس اكثر من خوف النهش ثم انحرفنا لمسافة قليله من شارع صغير
لنخرج على سوق لا ينام نقطع فيه 100 متر تقريبا لنخرج على شارع فيصل الرئيسى
اوقفت ميكروباص ذاهبا للتحرير استقله ضيفى وذهب
وبدات مشوار العودة ممنيا نفسى بخلوة استحقها مع سيجارة ليلية مصحوبة بكوب شاى وقليل من القراءة التى تجلب النوم للعيون.
اقطع شارع فيصل عرضيا ,ادخل السوق
اتمشى بضعة امتار لارى ظلا يلحقنى ,الشارع مضاء ولكن الحركة تكاد تكون معدومة
والظل يمشى خلفى بمسافة خمسة امتار تقريبا
التفت فرايته شابا طويلا ونحيفا ولكن فى وجهة بعض امارات المساطيل
تهاديت فى مشيتى عله يسبقنى فانا لا احب شعور الملاحق
تهادى هو ايضا فى مشيته
توجست خيفة ولكن قلت فليكن ربما تكون ليلة كابوسية اخرى من نوع مختلف وانا اضع يدى فى جيبى مستعدا بتجهيز ميدالية المفاتيح الحادة التى املكها ولا تثير الشك فى كونها سلاح ابيض
اقتربت من الانعطافة التى ستأخذنى ل300 متر الاخيرة الموحشة التى يستحيل فيها الركض لكمية الكلاب ووعورة الارض فحتى لو كان الكلب بليدا فإن باستطاعته الجرى خلف اى شئ يتحرك
افكر في المواجهة التى ستجرى وعن الكيفية التى ستبدأ بها المعركة
قلت لنفسى مهما حدث او كان نوع السلاح فلأحمى وجهى ولأكن البادئ بالهجوم ولأركز على انفه ولأتفادى يديه.
اقترب منى اكثر
شعرت به بجوارى يفرقنى عنه متر واحد
التفت اليه بعد ان اصبح كتفى قرب كتفه
قال هامسا: شيئا لم افهمه لشدة توترى كان شيئا عن قسم الهرم او شيئا من هذا القبيل
توقفت لحظتها عن المشى ونظرت ليديه كان خالية اطمئننت
سألته : مش سامع حاجة ...انت عايز ايه؟
قال ببلاهة: انا عايز عشرة جنيه جدعنة منك عشان الرجولة
لم اسمع باقى الجملة فقد شردت فى شكله
هذا الشاب يتعاطى مخدرات كميائية فليس هذا تأثير حشيش او بانجو عيونه ليست حمراء ولا نصف مغلقه
ولكنه يبدو فاقد الاحساس لا يشعر بالكون من حوله حتى اخطأ فى اختيار ضحيته فأنا ابلغ طولا ما يقارب 190 سم
ووزنا مايقارب ايضا 125 كيلو
ووجهى اسمر يحمل شقا فى الصدغ دليل شقاوة ليست حقيقة ولكنها تنفع لارهاب الاعداء
انا اذا لست مناسبا باى شكل للتثبيت حتى لو كنا فى صحراء الربع الخالى وسط قطيع من اللصوص
انتهى من عبارته
قلت له بنرفزة : عشرة جنيه بأمارة ايه؟
بدأت يده تقترب من ظهره وهذه اشارة تهديد حسبما ظننت
قال:يعنى جدعنة ورجولة بدل ما ارفع عليك موس واخدهم
وعندما سمعت كلمة موس امسكت بيمناه قبل ان تصل لجيبه الخلفى وقد تخليت بلا ارادية عن سلاحى المفترض
توقفت حينها عن الكلام فأنا انهج فى لحظات الخطر ويتوقف لسانى امسكت ياقة قميصه بيدى اليسرى
فاجئتنى خفة جسده وانا اجذبه فى انجاه السوق
كانت مقاومته ضعيفه ولكنه جريئا لا يستشعر الخطر
افلت رقبته من يسراى بيده اليسرى ولكن يدى اليمنى لم تتزحزح عن يمينه فهى مكمن الخطر
دفعته من وجهه بكل ما املك من قوة قبل ان يعمل يسراه او رأسه
تطوح جسده على الارض واضررت ان ان افلت يمناه والا سقطت معه
بدأ يضرب بقدمه وهو يسب ويشتم
بلغت قمة توترى لفقدانى السيطرة على يده التى تسطيع ان تصل للسلاح
ضربته فى ملتقى فخذيه وهو يطوح قدميه فى الهواء دون هدف
تالم جررته من رقبته مرة اخرى
وهو ملقى خلفى وانا اقف فوق راسه
عض يدى
ولكنها من التوتر ماتت حول رقبته
يفصلنا عن سوبر ماركت خمسة امتار مضاء اضاءة ليلية خفيفة لم يستدعى الصخب الحادث احد ليخرج منه
اصبح همى ان اقف فى واجهة المحل لينتهى هذا الامر
اقتربنا اكثر
افلته من يدى تحت وطأة الم شديد فى منشأ اصبعى الابهام
صرت امام المحل رأيت شابا ينظر الى ببلاهة
صرخت فيه: اتصل بالنجدة
على امل تخويف اللص الغبى
وقف اللص واصبحنا فى المواجهة
تجهزت للاخطر سيخرج مطواته التى يقول عليها موس الان ونصبح فى المواجهة
بحثت على اى شئ حولى لاهدده به التقطت مسّاحة من باب المحل
نظر الى الغبّى
وفجأة انطلق يجرى فى اتجاه فيصل
كان يصرخ : كل دا عشان عشرة جنيه تييت ام الغباوة اللى فى قلوب البشر
كنت متجمدا فى وقفتى وبيدى المسّاحة
سلاح الاوقات الصعبة
ظللت واقفا ارقبه يبتعد غير مستوعب
نظرت للشاب الذى لا زال ينظر ببلاهة
والم يدى يتزايد ,رفعتها انظر اليها كانت اثر اسنان ابن العضاضه يترك فيها اثرا دمويا غائرا
اخيرا تحرك البائع ببلاهة
ليحضر مناديل
اخرجت احدها ضغطت به الجرح ,هدأت قليلا
سألته: تعرف الواد ده؟
قال: لا والله ياباشا مش عارف مشفتوش كويس
مددت يدى لاخرج له ثمن كيس المناديل اصر بجدعنة ليس عليها دليل ان لا يتقاضى ثمنه
خرجت
تمشيت منهكا وانا اشعر انى اصعد جبلا حاملا جبلا اخر على كتفى
وصلت بيتى
كنت متعرقا للغاية
استحممت ووضعت بعض المطهرات على جرح يدى
اصررت ان اخضع نفسى للنوم
لان لا داعى لان استكمل بقية خطة الليلة او ما تبقى منها
فقد كنت حزينا جدا انى لم اترك اثرا فى وجهه
بس الحمدلله عدت على خير

عليا السكات بالتلاته

عليّا السكات بالتلاته
ان ما تخرس لاقطعك
عايزها تفهم من شكل وشى
عليّا العمى بائن ولا رجوع
لو تسرحوا فى عينيها
لاكون مقطع كل صورة ليها
حتى اللى جوا المحفظة
عليّا الصبر
ليكون طريقى طويل
وهى مش حمل مشى
ورجلي يدوب تشيلنى
عليّا الغربة لاكون نافيك
لو تهل وتدق زيادة مرة
عليّا الوجع
والورد بيموت من الوجع
+++++++++++
عليّا اسكت كل مرة
واغمّض عيونى
واكتم فى قلبى لاصوته يعلى
واقفل شفايفى واحبس لسانى
عليا حاجات كتير
ومش مقصر
وبلاش افسر
اصل اخر مرة جيت افسر
قلبى اتهبر ونفسى اتحشر
وعينيا اتبلبلت
وشهقت شهقة وصوتى راح
وصحيت لقيتنى فى قلب عتمة
وواصلنى صوت
يشبه لامى
مش قلتلك حلم الليالى
بعد الغروب اوعى تفسره؟

وثالثنا الزبّاية -بقية نصائح التعس-منصور

كان منصور يوغل فى نصيحته وانا اوغل فى الشرود, يستفتح على بنفسه الشقية ,يخاطب وحشا مقيدا بداخلى يخبرنى ان النفس البشرية متسلطه فيداعب الشيطان الغرور الذى يهوى كسر نفوس المتسلطين ,يثبت لى بالدليل وببرهان عبقرى ان لاشئ سيبقى منى الا جسدى اذا عشت كسيد مهذب اوافق على ما يوافق الناس عليه حتى ولو كان هذا التوافق خاص بتركيب مرايات فى مدخل العمارة. يجب ان يكون لك موقف عنيف ولو لمرة واحدة.
على ان وسط شرودى المحموم ونصيحته المسهبة كان طارق الزبّاية الذى انضم الي جلسة معلمه المهيبة يبدى بعض التبرم من الجحيم الذى يريد منصور ان يفتحه ابوابه على العبد لله وهذا من وجهة نظره .
وللحق فالزبّاية كان يقول هذا وهو غير حسن النية على الاطلاق اعرف هذا فى صوته ويعرفه منصور ايضا لم يكن طارق يعترض على نصائح معلمه لانه يريد لى خير الزاد من التقوى وحسن الخلق ولكن ليثبت لى ولمنصور انى شخصا لست املك ذلك النوع من الكفاءة الذى يمكننى من دحر هذا النوع من الصعاب الذى يعتمد فيما يعتمد على قسوة القلب قهو يرانى استاذ بكل ما تحمله الكلمة من معانى سيئة.
ولما كنت اعرف ان من فضلة القلب ينطق الللسان كما قال سيدنا سليمان فقد كان لسان طارق يقطر سما لو طال فدان منزرع لاستحال ارضا بوار ولقد كنت اهم بمجاراته واستعد لعصر بعض السم الموجود فى قلبى لاقطر منه بعضا على جروحه عندما لاحظ المعلم منصور صمتا باديا فى وجهى مصحوبا باحمرار عينى دليلا على ان الشر يستعد ليقفز من لسانى
فقطع الصمت واستعدادى ملتفتا لطارق بمنتهى اللامبالاة
القعدة لازمها حاجة تبل الريق يا طارق
خد الموتوسيكل وانزل هات سوبيا من الرحمانى
القى امره كما يليق بمعلم والتفت الىّ غير ملقي البال للاهانة التى شعر بها الرجل الذى تلقى الامر
وانصرف طارق
وانتبه منصور فى جلسته قائلا لى
ياباشا عيل زى ده ميخرجكش من طورك
لو رديته عليه تبقى نزلت لمستواه
قولت وانا تعجبنى بديهيته:ازاى يا معلم اتهزق واسكت؟
يقول: معاش ياباشا اللى يهزقك
اقول شاعرا بالتقدير لمنصور: تعيش يا معلم
يقول : دا عيل زبالة كان عايزك تمشى ورا كلامه ويجرجرك تثبت انك تقدر تعمل كل حاجة بالكلام لغاية ما يصغرك فى عينى وقدام نفسك
دى عيل وسخ وانا اللى مربيه
اقول ضاحكا عاشت التربية يا معلم
يقول متقبلا النكته وضاحكا :نصيحة تانية متخليش اى حد مهما كان يجرك لسكته لان هو ادرى بيها
اقول معجبا حقا بحكمته: صح يا منصور
وبينما منصور ذهب لدورة المياه مستئذنا بادب يجعلك تتعجب كيف يبدأ الرجل طريقا وعندما يصل لمنتهاه يجد انه اصبح رجلا اخر ومفكرا ايضا كيف كرهنى طارق الزبّاية الذى عرفنى به منصور ذات مساء شتوى بارد فى حجرة مبنية من الحجر القديم فى الحطابة بينما كنا نستدفئ بفحم ملتهب فى منقد فخارى ودخل طارق فقال منصور:
دا طارق الزبّاية يا باشا
فضحكت غير مستوعب الاسم وانتقلت عدوى الضحك لكل من كان فى الحجرة رغم انهم يعرفون اسمه مسبقا وتغير وجه طارق وماهى الا لحظات حتى همس فى اذن منصور وانصرف مستعجلا وحافظا شعورا بالكره تجاهى لا لشئ الا لانى ضحكت
وطارق كما هو مشهور فى منطقته على عكس معلمه يستحق لقب الندل وليس اللقب الذى يحتفظ به الان ولكن منصور وهو الذى أطلق عليه الزباية لسابق حادثة تخصهما فقط كان هو بطلها مع طارق ولم يفصح عنها لاحد حتى الان واستكبر المعلم ان يكون لصبيه لقب الندل فهذا مما يجرح رجولة رجل اصبح ينتمى اليه
ورغم جمال طلته ورشاقة جسده الا انه احتفظ باخلاق ضبع لا يطعن الا فى الخلف يستذل الرجال بصيت معلمه فى المنطقة متحجر القلب وأورثه هذا علة فى العقل تجعله يسقط مصروعا بين حين واخر ولا يستطيع ان يفك صرعه الا منصور ببعض التمتمات فى أذنه لا يعرفها ايضا الا منصور الذى على الرغم من اختلاف طباع طارق عنه وكبر الفاصل الزمنى الا انه كان يعتبره اخا دونا عن كونه صديق لدرجة انه عندما هبط بعض بلطجية البساتين على طارق فى يوم جمعة وقت صلاة الجمعة وانهالوا عليه ضربا وهرب منهم وفر منهم هاربا ليخرج معجونا بدمائه امام المسجد الذى كان منصور يصلى فيه -رغم كل ما اشتهر به منصور الا انه لم يتخلى عن صلاة الجمعه والفجر جماعة كما اوصته امه-وبجهالة تفوق ما كان لدى ابوجهل صرخ موقفا الخطبة ومصرا ان ينادى من ميكرفون الجامع على رجاله الراقدون فى بيوتهم فى هذا الوقت ليشن هجمة عرفتها انا فيما بعد وانا اؤرخ لمنصور بغزوة عين الصيرة لان اشد الرجال قسوة الذى قاد بقية بلطجية البساتين كان من عين الصيرة. ونال الشقى من الدروس والعبر ما يستحق باقيا كأسير فى الخليفة فى ذات الحجرية الصخرية المتوحدة مدة ثلاثة ايام لم ينهى اسره الا مصالحة حفظت لمنصور هيبته واعادت لطارق جزءا من كرامته .
افيق من افكارى على صوت منصور يعود بعد ان خرج من بيت الراحة
يقول:سيبك بقى من طارق انت لازم تعمل منكش فى العمارة ومش هاقولك تعمل ايه انت ادرى بظروفك بس اللى عايز اقولهولك ان لو هتعمل اى حاجة تبقى على باب شقتك ياباشا يعنى تستنى اول زبون يطلعلك وتعمله عبرة عشان يبقى الحق معاك.
ابتسم شاكرا نصيحته واقول: سيبها لله يسويها من لا ينام
يقول: ونعم بالله
وانطلق يحكى عن اخر مغامراته حتى اخر الجلسة التى غادرتها فى مايقارب الساعة الثالثة صباحا منتشيا من اثر هواء مندفع يدخل من شباك الميكروباص الذى يقودنى للجيزة من ميدان السيدة عائشة اصل الفجر لبيتى استحم اأوى لفراشى مستعذبا لحظة ندية بعد الفجر مباشرة مرهقا من السهر ومنتظرا ان استيقظ باكرا لاصلى الجمعة
++++++++++++++++++++
استيقظ مفزوعا على طرق هائل على باب الشقه فأنا احتفظ بعادة سيئة وهى اغلاق الكهرباء الموصلة لجرس الباب اثناء نومى
اقوم وجلا
اجرى للباب حافيا
مشوش الذهن منكوش الشعر
متعريا نصفى الاعلى وساحبا تيشرت فى يدى لالبسه
افتح الباب اجد رجلا يصرخ
اسمعه ولا افهمه
ا ركز قليلا ,البس التيشرت ,
ابدأ فى الاستيعاب
يقول هذا الرجل الذى هو جارى فى الدور الثامن
انه وجد بقايا تجهيز شقق امام باب شقته
اركز اكثر
يتهمنى انا -اتذكر انى انتهيت من التجهيز وانى انزلت كل شئ يخص اعمل التشطيب من شقتى منذ شهرعلى يد اثنين من اشاوس الصعيد لقطعة فضاء فى الشارع وتكلفت مائتين جنيه-
اعصابى تتزلزل تحت وطأة صوته العالى ونبرته المهددة
يتراقص فى عقلى شبح لصورة منصور وهو يقول
"يعنى تستنى اول زبون يطلعلك وتعمله عبرة عشان يبقى الحق معاك"
افقد السيطرة على اعصابى
منصور يضحك بداخل عقلى
شيطانى يستيقظ بعد سبات
ضاحكا يقول: جاتلك لحد عندك
اجدنى اجذب الجار من رقبته والقيه فى قلب شقتى وانا صامت
يعتدل منصور جالسا فى مخيلتى وبجواره طارق يبدو متحفزا لى– ويقهقه الشيطان
ويعلو صراخ جارى فى الريسيبشن
ولكن هذه المرة مفزوعا يصرخ


من نصائح التعس منصور النجس

متبسطا مع الحياة انتعلت شبشب الحمام واتشعلقت فى اتوبيس القلعة قاصدا صديق ابعبع معاه فى ليلة خميسية جهنمية الحر والصديق فى الحر يشبه الدش المنشع فاذا كان الصديق هو منصور النجس فعلى الملل السلام فمنصور تعويذة سحرية هاربة من كتاب شمس المعارف الكبرى ضد الكابة والاحباط والمزاج السئ
نكتة انطلقت من عصور الروقان لتندس فى صدر هذا الزمن وليس للرجل من حظ فى اسمه الذى اختاره اباه له شئ ولكن حظه من كنيته التى اطلقت عليه كان عظيما رغم قسوة ملامحة وذقنه الغير حليقة دائما فقد عرف طريق النساء منذ كان صبى يعمل مساعد سروجى سيارات فى حى الخليفة وكان معلمه سليط اللسان واليد من اطلقه عليه من باب التندر فقد كان فى بداية عهده يحب حديث النساء على النواصى ومن البلكونات, الا انه لم يكد يبلغ مبالغ الرجال من طموح جارف وشبق للاختلاء بالحريم دون الحديث طبعا ويشب عن طوق معلمه وابوه الا وكان مارس ما يمارسه الرجل مع زوجته مع كل شئ يتحرك فى دائرة هو مركزها ونصف قطرها كما يقدرها احبائه بخمس كيلو مترات
وسمعة كهذه جعلته رجلا مكروها ويقابل دوما بما يناسب سمعته من تحاشى وكره
وحوله الكره المحيط به من اسطى ماهر صاحب سمعة بطالة الى بلطجى تصاحبه نفس السمعه بعد ان افقد احد جيرانه عينيه الاثنين فى خناقة دخل على اثرها السجن ليخرج بعدها مقررا ومكررا على مسامع المنطقة ان دخول السجن مرة تلو اخرى هو امر سهل وقرر البدء بعمل سهل يسترزق منه بعد تركه لصنعته ففرض اتاوة اجبارية على اصحاب المحلات ليحمي محلاتهم ليلا من السرقه ورغم ان المنطقة لم يحدث بها سرقات تذكر الا ان طريقته فى الكلام مع اصحاب الاعمال وامين الشرطة صاحب السطوة فى المنطقة اقنعا الجميع بأنه يستحق اجره.
وتوسعت تجارته فصار يسيطر على محلات 3 شوارع من ضمنهم سوق السلاح بمحلاته الكبيرة بعد ان امسى وله مريدين من اسوأ ما انجب حى الخليفة من بشر.
هذه تعريفة مختصرة لمنصور الذى التقيته منذ عامين فى ظرف غائم كل الذى اذكره منه انى كنت بصحبة صديق فى سهرة وكان هو مورد الحشيش لتلك السهرة ولما كنت لا اتعاطى المخدرات فقد اكبر هذا الامر منى واعتبرنى رجل لا تغريه القعده الحلوة وانى استحق المعرفة و اخبرنى وانى على الرحب وقتما حللت بدون الحاجة للاسئذان
واعجبنى فيه نكتته الحاضرة وقلبه الميت
فجالسته بعدها مرتين ساهرين فى مقهى فى باب الوزير عرفت منها قصته كما عاشها وصرنا بعدها اصدقاء
كنت فى هذا الوقت اشتريت الشقة التى اقيم بها الان وهى فى برج تسكنه عائلات محترمة او هكذا كنت اظن
ولما كنت انتويت ان تكون شقتى الجديدة حينها هى مكانى الدائم الذى سأقيم فيه بقية عمرى اذا ما قدر لى ربى فقد قررت ان لا داعى لأمور العوأ والحوارات وان اتعامل كما السيد المهذب مانعا اصدقائى من الاقتراب من مكان سكنى ومانعا كل انواع السهرات والتعامل القاسى مع الجيران ومقللا قدر الامكان من الاحتكاك معهم
ولان ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فقد كنت ملاحقا دوما من السكان بمطالب من نوعية "ياريت يا استاذ الزبالة تحطها فى كيس وتسيبها على السلم"
او الاسانسير لاستخدام الاشخاص فقط مينفعش تنقل فيه حاجات تقيلة
او مطالبات مادية ليس لى علاقة بها مثل تنظيف السلم والمدخل منذ عام مثلا او استهلاك كهرباء مشترك منذ ان بنى البرج
وهذا غيض من فيض استغلال كونى السيد المهذب المبتسم دوما والمتكلم بنعومة اصحاب الخلق
خرجت اذا فى هذا اليوم الحار للسهر فى ضيافة منصور ولما طال السهر وتفرعت المواضيع حتى سألنى فى الموضوع الاثير لقلبه
"اخبار حريم الشقه الجديده ايه؟"
قلت: بلا حريم بلا نيله ياعم منصور دول مطلعين روحى
واخبرته بما اتعرض له من ملاحقات على السلالم
استمع بانصات وقال: انت اللى غلطان يا استاذ الناس دى مستوطية حيطتك وبيقولوا دا شاب وعايش لوحده ولازم نظبطه
فنفيت عنهم التهمة واصفا بانهم اشخاص وعائلات محترمة اغلبهم من ذوى المناصب المرموقة واقلهم حالا هو فوق طبقة المتوسط وليس منطقيا ما يقوله
قال: ياعم متصدقش الاشكال دى انا عارفهم كويس سيبك من الادب الناس دى عايزه تتربى
يقول ايضا :ياباشا صحصح ليركبوك وساعتها مش هتعرف تلاحق على نفسك
احمرت اذناى غضبا وركبنى شيطان الغضب وشعور مهين بأنى قفص كبير
سألته مذبذبا والغضب يتملكنى : اعمل ايه يا منصور؟
اعتدل فى جلسته واعجبه دور الناصح الخبير
قال بثقة المجرب :دول عايزين عبرة وعظة
لازم يا استاذ يخافوا يقولوا الكلمة الزايدة
شاردا افكر كان ينصح وانا استمع
يتبع

خبراء وزارة العدل والوزير الذى لا يصلح خطأه مرتين


اعتذر عن رداءة الصورة الملحقة ولكن الاكثر رداءة هو محتواها وهذا لا استطيع الاعتذار عنه
وللتفسير فهذه صورة خطاب مرسلة من السيد مساعد وزير العدل الى المهندس رئيس قطاع خبراء وزارة العدل وهو خطاب رسمى محرر فى 5 يوليو 2009 يحتوى تعليلا لاصدار الوزارة قرارا خاص بتنظيم سير العمل فى مكتب الخبراء وبسبب هذا القرار يتظاهر الخبراء امام وزارة العدل فى وسط القاهرة حتى امس على ما اظن

وليس فى هذا ما يعنينى انما المهم ان الخطاب يقر فى احد فقراته ان القرار سبب التظاهر هو قرار خاطئ ويستحيل تطبيقه عمليا ولا يمنع الوزارة من الغائه الا انه قد تم الغاء قرار سابق فى عام 2008 ولهذا -وانا هنا اقتبس من الخطاب- "فإنه من الصعب الغاء الكتاب الدورى رقم 8 ل 2009 فى الوقت الحالى"

وينتهى الاقتباس



وهذا صورة للجزء الاخير من الخطاب الممهور بتوقيع السيد ابراهيم سليمان مساعد وزير العدل لشئون الخبراء والطب الشرعى اتمنى ان تكون بها بعض الوضوح.

ليس فى الخلاف بين مكتب الخبراء والوزارة ما يهمنى شخصيا وفى الحقيقة جزء من تركبية شخصيتى المطنشة لا يبالى حلت المشكلة ام لا بقى الخبراء فى الطريق ام ذهبوا لبيوتهم ليواصلوا اعمالهم ولكن ما ابالى به هو كيف يتخرج رجل من من كلية الحقوق ثم يسلك الدرب الاكثر احترافية واعلى نزاهة فيها وهو سلك القضاء ثم يتطور مهنيا ووظيفيا لدرجة ان يصبح مساعد وزير يدلس على الحقيقة ويرى انه من الصعب التراجع عن قرار خاطئ لان وزيره- الذى ركب الوزارة فى غفلة مباركة بعد رئاسة لجنة انتخابات الرئاسة كهدية -تراجع عن قرار خاطئ قبل هذه الواقعة
وبالتالى فالوزير فى عرفه لا يستطيع التراجع عن قرارين خطأ فى عام واحد
الخلاصة اللى بيبيعوا جوافة مبيعملوش كدا ولو عيل لسه مخلص الكلية اديته جواب زى ده وقولتله امضيه وابعته هيقولك لا ياعم وانا اضحك الناس عليا ليه.
والسؤال الفلسفى الشهير المطروح دائما فى اوساط المثقفين "لماذا لا نذهب للحقل كثيرا" لو سألناه للسادة العاملين فى "وزارة العدل سيحكون رؤسهم كثيرا وسيجيبون بعد تفكير عميق"لان احنا بنقضى النهار كله فى الزريبة
وغطينى وصوتى يا اما لأن سعد زغلول مش احسن منى

Powered By Blogger

Popular Posts

عالماشى

لا ترهبوا طرق الهداية أن خلت من عابريها
ولا تأمنوا طرق الفساد و إن تزاحم سالكوها ..
عبد الرحمن الشرقاوى

زوار

Followers

Total Pageviews