الوصول للأصول :)

ثمة ثلاثة اصول لا تخطئها عين خبير او مبتدئ (على حد سواء) اذا نظرت لوجهى اوتابعت افعالى وعرفتنى معرفة قريبة
الاول- وهو الاصل السودانى
الذى هو عرق اصيل يعبث بجيناتى ويرسم لى صورة على شريط ال دى ان ايه خاصتى وانا متربع على دكة خشبية وارتدى جلبابا ابيض ناصع على احد بوابات ابنية حى الزمالك
لم اعرف هذه الميزة الا اول مرة دخلت فيها الزمالك
كان ليلا صيفيا قائظا وكنت امر من شارع 26 يوليو متعبا من السير والتفكير أتحين الفرصة اما للانفجار فى اول شخص يعبث معى بحكة فى الكتف أو للبكاء على اول صدر يحتوتينى ولكن من قلب متاهتى الداخلية والازمة التى كانت تعصف وقتها بأموال الاسرة المهددة بالضياع نتيجة تلاعبى غير العاقل بها , نبت مقهى على الطريق مباشرة فى وجهى وبه بعض المتسكعين الذين يجلسون على الرصيف
وصكت قفايا نسمة بارعة الحسن فوجدتنى ملقى على دكة كانت موضوعة على باب المقهى وانظر للداخل باحثا عن النادل ثم مشيرا اليه بعد ان وجدته -مقربا بين سبابتى وابهامى (شاى بس سكر بره يا معلم لو سمحت) ومديرا النظر بداخل المقهى لاجد صورة شخصية للمعلم الاول-حتما- الذى زرع بذرة هذه الاسرة فى هذا المكان, وتتوسط حائط واجهة المقهى على الطريقة الصعيدية التقليدية لرجل بعمامة كبيرة بيضاء تكاد تبرز من اطار الصورة وجلباب بنفس اللون ويكاد يطابق ملامح جد امى الذى اتى من أم درمان بأبنائه قاصدا اقصى نقط مصر بعدا عن السودان و المطلة على البحر المتوسط
مكونا اسررة صارت فيما بعد أمصر- ان جاز ان نصنع افعل تفضيل على اسم الوطن واظنه يجوز- من مصر نفسها ومتناسية العلامات التقليدية التى تركتها شفرة على خد الجد الاكبر ومقطع ما فتئ يردده الكبير حتى نقل تواترا لجيلى
:
بينى وبين الحبايب جبل عالى وبعد بلاد
ونهر جارى وشوج (ق) للحبايب زاد
يا كاتبين الورج(ق) ماتكتبوش عاد
احنا اتفرج(ق)نا وسبحان المجمعات
ملقى على المقهى متعرق كما الفيضان ,مهموم,تداعبنى نسمة ما , متربع على دكة وصورة الجد على الحائط وأثر مرسوم على الشريط الذى يحمل صفاتى الوراثية ينتفض ويخيل لى نفسى لابسا (المستعجلة) -وهو جلباب قصير له جيوب فى كل جهاته من الامام والخلف حتى تلبسه من اى اتجاه
-مبدعون نحن -
ومستلق على دكة فى واجهة بناية فخمة المدخل على النسق الاوروبى تلاعبنى نسمات عصرية رقيقة
يتبسم داخلى شوقا لأمى التى تظننى اميرا اندلسيا لا اقهر فى فن الفروسية والتعامل كسيد قصر مع الغر باء ولا تعرف ان نفسى تراودنى فى تلك اللحظة على احتلال دكة بواب و"مستعجلته" للابد
:))
ساذجة أمى

4 comments:

أميرة Thursday, October 22, 2009 9:06:00 AM  

اول ميزة : كويس انك مقولتش للحديث بقية ،، يعني في أمل تكمل الاصلين الباقيين

حلوة المستعجلة دي جدا .. مفيش منها علي حريمي .. اهي تنقذ الموقف بس تكون بنت حلال وطويلة :)

جميل احساسك بأصلك.. علي عكس بشر كتير في الزمن دا بيتداروا من اصلهم ..

ربنا يخليهالك و يباركلها فيك بس متقولش ساذجة .. دا قلب الام اللي مبيشوفش الا كل جميل مهما غير الزمن في المظهر ولا الجوهر .. بيفضل احساسها بابنها زي ما شافته اول ما اتولد مهما عمل في حياته .. بيفضل قرة العين

Cardiology Man Thursday, October 22, 2009 11:50:00 PM  

برضه ما عرفناش انت داير شنو بها البوست يا زول!

الكلمة نور Saturday, October 24, 2009 2:20:00 AM  

اليس العجيبة فى البلاد الغريبة

يوما ستكتمل كل القصص
ويوما ستحصلين على مستعجلتك:))
حد يتدارى من اصله؟
دا حتى تبقى على راسه بطحة

الكلمة نور Saturday, October 24, 2009 2:28:00 AM  

عزيزى الدكتور
زول وأفتخر
تعرف سودانى أهو
والله كويس

Powered By Blogger

Popular Posts

عالماشى

لا ترهبوا طرق الهداية أن خلت من عابريها
ولا تأمنوا طرق الفساد و إن تزاحم سالكوها ..
عبد الرحمن الشرقاوى

زوار

Followers

Total Pageviews