مواعيد غير اعتيادية

استيقظت فى الصباح مع هذا الشعور الدبق ان الحياة لو انتهت الان فهذا سيكون اخف ضررا من القيام من على السرير ورغم ذلك انزلت قدمى على الارض ليفأجنى الم الكعب الذى وصف لى طبيب - لم يبلغ العاشرة فى استقبال احد المستشفيات الحكومية - سببه على انه زيادة فى الاملاح . لم اصدقه وقتها واوحى لى شيطان الشك المطلق السراح فى راسى ان هذا من اثر مرض عميق ربما يكون فى القلب فقد عرفت قريبا لى من قبل مات بانفجار فى المخ على اثر صداع عابر
تغلبت على الم كعبى وقريبى الذى قتله صداع عابر والطبيب الذى لم يبلغ الحلم وتحممت بماء دافئ وغسلت اسنانى للمرة الثانية فى اقل من اثنى عشرة ساعة حسب تعليمات طبيبة الاسنان وقد تذكرت انى فى خلال شهر من خلال زيارتى للطبيبة قد غسلت اسنانى اكثر مما غسلتها فى الثلاثين عاما السابقة وانى قد اهلكت فرشتين للاسنان وقبلا قد امتلكت على مدار حياتى 3 فرش وقد كانت للزينة فقط
تجاوزت فرش الاسنان والماء الدافئ وارتديت ملابس ثقيلة تحسبا لنهار بارد ومساء شديد البرودة بحسب النشرة الجوية
وضعت الكومبيوتر فى حقيبته نزلت للطريق اشعلت سيجارة امتصصتها برفق متلذذ كاتفت رجلا يعبر الطريق معى لاتفادى سيارة ربع مسرعة وابتسمت لما روادتنى فكرة انى قد اموت وانا اعبر شارع فيصل بسياراته التى تمر ببطء
تجاوزت نشرة الاخبار و فكرة الموت المضحك امام سيارة تزحف والسيجارة اللذيذة ومكاتفة رفيق الطريق وركبت ميكروباص ذاهب للتحرير التصقت بالشباك وقررت الالتهاء من الم الكعب باغفاءة تنتهى عند اخر الخط لان شارع فيصل فى الصباح كان يشبه بيروت فى الثمانينات ملئ بالمعوقات والراغبين فى تخطى كل شئ رغم اى شئ
كنت محاصرا فى 50 سنتيمتر وسط 14 شخصا بالاضافة لسائق هادئ رغم ان كل شئ يدعو للغضب
تخطيت الم كعبى الذى احاول الالتهاء عنه للمرة الثانية فى ساعة واحدة وبيروت التى احترقت وفيصل الذى لا يشبه شئ فى الكون وعن السائق الهادئ رغم انه يجب ان يغضب وغفوت
فتحت عينى لاجدنى على كوبرى قصر النيل ولكن شيئا كان مغلوطا ومن اثر النوم العميق لم اتبين سبب اللخبطة ولكن بعد لفحة هواء بارد
اكتشفت ان السائق عائد لفيص مرة اخرى
استغرق جهاز المنطق فى راسى ما يقرب من الدقيقة لاصرخ فى السائق
حاسب على جنب يااسطى بعد الكوبرى
توقف
نزلت غاضبا على نفسى ومفهما السائق انى قد نمت بينما ركب الذاهبون لفيصل ولم ينبهنى احد
ضحك البعض وحوقل عجوز وقال السائق الهادئ رغم ان كل شئ يسبب الغضب :طيب صحى النوم يا استاذ
تمشيت قاصدا التحرير فى هواء بارد نسبيا
قصدت ماسح الاحذية الجالس بجوار سلم المترو المقابل لعم رمضان فارس بائع الجرائد الشهير
القيت عليه تحية صباح رائقة مصحوبة بسيجارة ووضعت حذائى على علبته مريحا كعبى المتألم من اثر الاملاح الزائدة و اشتعل هو نشاطا بينما التهيت اسحب نفسا من سيجارتى المكتومة وانا مشغول كيف الحال اذا كنت قد استيقظت فى الميكروباص لاجد نفسى فى فيصل مرة اخرى
كنت ساذهب للبيت وساتجاوز عن اداء المقابلة التى كنت انتويها
افقت من شرودى على خبط الماسح على الصندوق لابدل القدمين فاعطيته التى اصابها الدور وقدرت انى سانزل المترو لاركب اتجاه حلوان لانزل محطة سعدزغلول واقصد شكرة فى شارع نوبار ينتون عمل موقع على الانترنت وانا المنوط بى فعل هذا بناء على ترشيح صديق وشرعت فى رسسم سيناريو التفاوض حول السعر وربما تقديم عرض جيد لعمل بعض مطبوعاتهم الخاصة وفكرت انى يجب ان لا اتجاوز الخطوة الاولى فى التفكير لكى لا افقد تركيزى
ايقظنى الماسح بخبطتين اخرتين ليبدا القدمين مرتين ويطلق سراحى بعدها لانزل سلم المترو الممسوح الدرجات مع حذاء املس ووجع الكعب اصبح اكثر عرضة للزحلقة المفاجئة وللمرة الثانية ابتسمت لفكرة موتى على سلم المترو
الموت الساخر مرة اخرى والم الكعب للمرة الالف وتجاوزت كل هذا لاقطع تذكرة وانحشر مع المئات فى الدخول لعربة المترو من سلم النزول
وابتسمت رغم الكوع الذى اشعر به يخترق عمودى الفقرى والانثى المتأففة امامى لفكرة ان امراءة سادية تكرر عبارة مسجلة عن وجوب عدم استخدام ابواب النزول فى الصعود والعكس
هم يحبون تعذيب الاخرين بتذكيرهم انهم مخطئون دائما
مرت المحطة ونزلت
تجولت
جلست على مقهى
شربت قهوة على الريحة لتترك اثرا موقظا فى نفسى
دخلت الشركة
اكتشفت ان اليوم هو السبت
وانهم لا يفتحون الا فى وقت متأخر
تجاوزت عن امراءة المترو التى تشعرك بالذنب والقهوة المرة المنبهة وتأخير السبت الاعتيادى
وقررت ان اضع سيناريو المساء فى الصباح بينما اقرأ الجريدة على المقهى فى انتظار بدء مواعيد الغير اعتيادية

0 comments:

Powered By Blogger

Popular Posts

عالماشى

لا ترهبوا طرق الهداية أن خلت من عابريها
ولا تأمنوا طرق الفساد و إن تزاحم سالكوها ..
عبد الرحمن الشرقاوى

زوار

Followers

Total Pageviews