كفاءة صنع الذكريات

اليوم انا مريض .. ووحيد قليلا ويطاردنى حلم رايته منذ يومين والاحداث لا تهدأحتى تشتعل .... فلنبدأبالحلم .. كنت احمل شيئا ثقيلا ولكنى قدرت انى استطيع المشى به فلما حاولت المشى لم تطاوعنى قدماى وبدأت فى الارتعاش .. ظننت (كما نظن فى الاحلام) انى مصاب بالشلل فنظرت لقدمى وجدتها ترتعش وتجاهد كى تتحرك ... حدثت نفسى انى يجب ان ابدأ فى ممارسة تمارين الساقين رفعت رأسى لانظر خلفى فوجدتنى اقف فى احد شوارع رأس البر المطلة على البحر .. احد الشوارع بعينها ... انتشيت برائحة البحر ونسيت ساقى .. للحظة فكرت ان البحر يبدو غريبا وفجأارتفعت موجة غمرت  نصف الشارع وامتدت حتى قدمى ولم استطع الهرب امعنت النظر للبحر بما انى مقيد لا استطيع الجرى فرأيت موجة هائلة ترتفع من وسط البحر وفى الطريق لاغراقى انا والشارع واستلسمت وفجأة وجدتنى انظر للحائط المجاور لسريرى...انتهى حلم من النوع الذى تذكر كل تفاصيله ولا تذهب من ذاكرتك مهما حدث .... فى اسبوع الحلم انا اصنع الذكريات واصنع منها علامات للايام. اذا فللذكرى ...  هذا الاسبوع فى مسجد فى الاسكندرية وقعت اشتباكات وكما يُحكى عذُب شابين داخل المسجد لاعتراضهم على تدخل الامام فى شئون سياسية واى كان ما حدث سواء اخطأ المحلاوى او المتظاهرين ... فقد اقيمت جماعتين للصلاة بامامين لنفس الفروض فى نفس التوقيت واحدة بداخل المجلس واخرى بخارجه .. الحدث الثانى فى نفس اليوم هو حادث سيارة قتل واصيب فيه ١٢ شخص كانوا عائدين لبلدتهم بعد مشاركة فى مظاهرة بالقاهرة ..وتمت صياغه الخبر فى احد المواقع كالتالى : مصرع واصابة ١٢ (اخوانى) ... هكذا بين قوسين تم وصف قتلى ومصابين بانتمائهم السياسى ونزع صفتهم الانسانية ...
هذه الذكريات تتداعى ... نفس الاسبوع منذ عامين وفى مثل هذا اليوم فى تونس صفعت شرطية غبية بائعا فى الطريق فاستبد به الاحباط وقلة الحيلة .. لم يفكر كثيرا ... كان الحل ان يحرق هذا الجسد الذى ضربته امراءة ... وقف امام ديوان السلطة واغتسل بمادة حارقه .. واشعل ثقابا ... وترك الطبيعه تأخذ مجراها فاشتعل ٣٥٠ مليون شخص وحتى الان وبعد عامين لازال الحريق مشتعلا . 

عيل تايه

وانا دلوقتى مش عارف باعيط عليا ولا عليكى... شحط طويل واهبل وقاعد فى ميدان واسع  ومعايا الناس وبعيط زى عيل تايه ... عارف الصح والغلط ومش قادر اعمل حاجه غير القعدة. 

ضحك الفرجة الصافى

سادون ياعزيزى وكانى لم انقطع ولن اعتذر وكمن يخاطب شخصا يراه وكانه كان ينتظر ... من تنتظر ياعزيزى ؟ انت الاخير والبهجة انقطعت منذ صعدت"الدقون" بحسب كلام منصور بهجت الساحر صانع البهجه... ... الانتظار لن يجدى يا عزيزتى فالطريق مغلق وطويل ويتحرك بمعدل نصف سيارة كل ساعه ... الكوبرى مزدحم والنفق ايضا.. والاشارة يحتلها منتظرين اخرين فى نفس الكوكب .. وانت تحل مشكلة لتعقد اخرى وتنهى وجودك فى قصه لتظهر فى قصه اخرى مشهد زيادة هنا او ناقص هناك ولكن حياتك مجموع مشاهد فى قصص الاخرين .... مجموعات من الضحك تتلاقى لتجمع ضحكة الفرجة على الاخرين يصنعون تفاصيل قصصهم ... مجرد ضحكه صغيره تجعل للحياة معنى فمابالك بكمات من ضحك الفرجة الصافى... عزيزى عزيزتى يا من تعثرتم فجاة فى التدوينه احب ان اوجهكم لحقيقة انتم لاشئ مطلق

هذه الفوضى نظام لا تدركه العيون الرتيبه

انا انسان ضعيف يا سادة واحب ضعفى... منحشر فى التفاصيل لا أؤمن بالوردة والدبابة ورموز كل معسكر وأؤمن بالتفاصيل الضيقة والتاريخ الشخصة لكل فرد يملى عليه تصرفاته من اين سياتى اللص بضمير فى اخر أيامه ... ربما يرحمك ضابط جيش تقع تحت يده فى مظاهرة لان ابيه رباه جيدا... ربما وربما لا ... انا أسير هذه التصورات وأظن ان العالم تصنعه وتغيره هذه التفاصيل الصغيرة... ولهذا تصيبنى ثورتنا بخلل ما فى ايمانى فالكل شارك ولم يعد هناك مجال الصنع الفردى للأحداث ... فحادث سيارة يقودها مراهق أرعن يدهس مناضلا لن يصنع غضبه شعبيه ما وفشلك فى ليلة الخميس فى ممارسة الجنس بنجاح لن يجعلك تقضى نحبك فى جمعه الغضب لتحرر الوطن ... انا منحشر فى مساحه ضيقه بالنسبة لشئ بضخامه ثورة شعبية ... تماماً مثلما انحشر عبد المنعم الشحات وكل قبيلة الفيلة البيضاء الطيبة ..فانت حين تطلب منه الاعتراف ان مينا دانيال شهيدا كأنك تطلب منه ان يهدم كل منظومته الإيمانية من اجل منظومتك الإيمانية المرتبة من ناحية إنسانية بحته ... المشكلة ليست مشكلة قلة اطلاع بالعكس فهو مطلع ولو أعاد الاطلاع لوجد نفسه فى نفس النقطه ونفس المسالة الوجودية ... هل مينا دانيال شهيد؟؟ فبماذا انا مؤمن اذا؟ .... لا أرضية مشتركة اذا بينى وبين الفعل الجماعى والعمل المشترك والإيمان بالقيم المجعلصه الكبيرة التى تجعل العالم كله اسرة واحدة سعيدة تنام فى السرير ٩ مساءا بعد شرب اللبن ... انا قد يغير مزاجى نظرة سعيدة فى عين امراءة لا اعرفها ... وقد يحررنى من كل تاريخى واوجاعى شرب كوب عصير قصب على غير موعد فى مكان لا اعرفه .. وامتنع احيانا عن شرب الخمور لان جملة ترن فى اذنى تجعلنى ارتفع عاليا فى السماء بلا نشوة مصطنعه ... لا ضعف اكتر من هذا ولا قوة أيضاً...لا اقف نفس مواقفكم رغم انى معكم ولا اضحك على نكاتكم رغم انى اضحك ... لا احب الابتذال رغم انى احب ابتذال الابتذال فى فيلم سينما ساقط او نكته سيئه او غنوة تهزأ من تاريخكم الغنائي كله ... احب الثورة فهى مؤ عرفتنى كل مافات وعرفتنى جيدا الى نفسى دون تمثيل او استيهام او وهم ... احبها واؤمن انها فعل اجتماعى ربما يكون له تجليات سياسية ا ديكتاتورية كانت او ديموقراطية كما انه سيكون له تجليات ثقافية ودينية واعرف اننا ستعيش هكذا أعواما طويلة سواء فاز الاخوان او الفلول او حتى لو كان قدر لخالد على ان يفعلها ... المجتمع فى حالة تحول وفورة .. غضب عارم ورغبة فى التخلص من كل قديم ... حرق كل شئ هذا امر له نظام أيضاً يصنعه توافق المجتمع عليه ولا تصنعه انتخابات ولا نخب ... انما أفكار تتبلور بالتجربة والخطأ والتعلم والإدراك ... انه قطار انطلق وانفلتت فرامله ولن يقف الا ان يصل او ينتهى وقوده ومصر كما نعلم ولادة ووقودها لا ينتهى يصنع جلبة ويخيف الركاب ويثير عواصف التراب ولكنه يمشى للإمام حتى وان بدا انه امام الهلاك.. ورحم الله عمنا مستجاب إذ قال ... هذه الفوضى نظام لا تدركه العيون الرتيبه

ليلة هادئة رغم الصخب

ليلة شخصية هادئة رغم الصخب ... اجلس عند الجامعة الامريكية متهربا من الأصدقاء والزن والهزى والعبط ومتفرجا فى صمت على الجموع ... الاولتراس يرقصون فى حضن مجمع التحرير رمز البيروقراطية المصرية ودولة الاوراق والمستندات.. يرقصون بصخب وغضب ويغنون بتحلل من قيم المشاهدين "كسم حبيب العادلى بتاعكم" ورغم ذلك ينظر اليهم الجميع باعجاب ... افكر انا فى اصابع قدم امراءة ... افكر فى اعداد عشاء فاخر ... افكر فى جدول عمل الغد ... لايشغلنى تلصص الشخص المجاور لى على شاشتى يشغلنى تمدد قضيبى بلاسبب محترم... إظلام الميدان يجلعه مناسب لجلسه لطيفه وليس وقائع مظاهر فى ثورة ورغم ذلك اشارك.. الجميع يشارك جزء

كس ام العالم

اجلس على مقهى صغير امام مكتبة الجامعة الامريكية خلف التحرير الان فى السادسة مساءا ، اشرب بعض القهوة الزبالة ومشاهدا البعض يذهبون ويجيئون ولا اعرف فيما مجيئهم او ذهابهم .. أظن اغلبهم ملوك الهوامش مثلى يشاركون ويحصد الجميع النتائج الا هم ... والنتيجة اننا نفقد مع الوقت قيمة المشاركة ... بينما يتلهى المشاهير فى كتباتهم وطرح افكارهم الخره ويتلهى شباب الثورة فى حروب البحث عن دور ونبقى جميعا فى القعر ونحن نحفر بحثا عن مزيد من القعر ... نفقد حماسنا احيانا كثيرة وتفقد اسبابنا أحيانا وننزل غالبا لنؤكد اسباب اهم مما يصوغ مشاهيرنا.... فى محمد محمود نزلنا لان الشرطة استخدمت العنف ضد المعتصمين واكمل الجيش المهمه ومارس عنفا اقصى ضد المعتصمين ولما احتشد الشعب طالب مشاهير السياسين بمجلس رئاسى وكان الناس تموت ليصبح هناك خمسة رؤساء ... وبعد ٧ اشهر لازلنا نمارس نفس اللعبة بمنتهى الرتابة والاستمتاع ونطالب بمجلس رئاسى... وانا فى الحقيقة الا أؤمن الا بالريس الوحيد للمركب وأؤمن أيضاً ان اشتراك خمسه لهم نفس الصلاحيات فى إدارة كشك سجائر يفلسه ولا يوجد تجربة تؤكد نجاح الادارة بالقسمه ... انا اذا أشارك فى شئ لا اؤمن بجدواه وهذا عبث .. فلنترك العبث اذا والذين أصابهم مس الجنون مثل احمد سعيد والذين يسيطر عليهم البله مثل نوارة نجم والذين إصابتهم لوثة مثل وائل عباس والذين يطفحون بيض مثل جيمى ونفكر فى ذواتنا التى انهكها الركض وماتت اجزاء مهمة منها وهى تنقل قتلى محطمى الجماجم فى محمد محمود ونتنازل عن أحلام الغير التى اجبرونا على تناولها ... ولنجلس تحت شجرة ظليلة فى جهة بحرية نتناول بعض القهوة المحوجة ونفكر ببطء فى خطوتنا الذاتية القادمة وكيف سنسدد الديون وكيف سنوفق بين اداء فنيات العمل والتسويق له

يا ولاد المرة

فليكن اذا ... اكتبوا دستورا يعجبكم واخترعوا القوانين التى تروق لكم ومرروا كل هذا بالخداع على الشعب ودافعكم انكم ترون المصلحة العليا لنا ... ولكن الشعب سيطبق قوانينه التى يعرفها والتى تروق له واجتهدوا فى ان تجعلوا ادوات السلطه التنفيذيه تنصاع لكم (شرطه وجيش)....ولن يحدث.... لكى تجبروا الشعب على العيش حسب فهكم للحياة وتكون النتيجة المؤكده ان تنفصل الدولة عن المجتمع ويعم السخط والمشاكل التى ستذهب للشرطة والقضاء هى المشاكل التى لن تحل ونعود لنقطة الصفر مرة اخرى -دولة متسلطة ومجتمع ناقم - ولكن فى هذه المرة لقد اقتربنا كثيرا من النقطه الحرجه التى اقتربت فيها قدرة المجتمع على تحمل الرغبات المكبوتة فى العيش فقط على الانتهاء وانتم تسرعون الوتيرة وتلوون عنق الحقيقة وتخترعون عالما يصنعه المغرورون فى خيالهم فقط عن قدرراتهم الجبارة والعالم الذى سيطوعونه ليصبح افضل .... ما علينا من هذا كله فالحتمية الان هى التى تقود وانا فقط اكتفى بمشهد المراقب المستمتع بما ان الشخص الفاعل قد اغمى عليه بعد احداث محمد محمود الاولى ودخل فى غيبوبة طويلة عقب اغتيالات بورسعيد ....انا هنا مستلقى كميت يشاهد ويضحك ياولاد المرة

كان هذا بتاريخ 6-1-2011 عن الالتراس(انا اسف يا التراس)

لو كان المصريون -الذين يذهبون كل مباراة للاهلى والزمالك - روابط وفرادى على استعداد للوقوف للتعبير عن رايهم مهما كانت المشاكل كما يفعلون فى الاستاد
وذهبوا يوما ما مجتمعين لميدان التحرير وبقوا هناك لمدة يومين لما كان هذا حالنا
*******
ملحوظة يلاقى هذا النوع من البشر الامرين لدخول الاستاد ويتعرضون للضرب والاهانة والتفتيش الذاتى وربما يحبسون فى داخل الاستاد قبل المباراة لمدة احيانا تجاوز الخمس ساعات لمشاهدة مباراة مدتها ساعة ونصف من اجل القليل

كتبت هذا بتاريخ 7-1-2011

فى تالى الايام والاعوام سنجلس ونتذكر كثيرا ونحن نترحم على الزمان كما كان يفعل اجدادنا"يرحم زمان وايام زمان"
سنتذكر قبل يوم 1-1-2011 بمنتهى الحب والرغبة فى العودة الى هذا التاريخ رغم ظننا جميعا "الان" انه تاريخ سئ
الامور تتحول بمنتهى السرعة والدقة فى اتجاه بالغ السوء وثلاثة احداث فى يوم واحد تدل على هذا
ما يشبه ثورة صغيرة تتحرك فى القاهرة طولا وعرضا موجهة احيانا ضد المواطنيين العاديين واحيانا موجهة ضد الامن المتواجد باستمرار للقمع وليس للحماية
ثورة طائفية دافعها الغضب للدين وبحكم الحال فالغضب يجب ان يوجه لشئ ما لكى يصبح له قيمة
وما يوجه الغضب فى هذه الحالة اما الجهل وفى هذه الحالة سيجد المسلمون العاديين تلقائيا انفسهم متهمون ومطالبين بالرد
او قد يتحكم العقل فى الامر (وهذا نادرا ما يحدث فى مصر)ويتم توجيه الغضب لمسببه الرئيسى وهو النظام المصرى المستبد والمهمل فى توفير الامن لاي مواطن مهما كان دينه او عرقه
ولأن لكل فعل رد فعل مضاد له فى الاتجاه ومساوى له فى المقدار
فإن كم الطاقة التى ستسببها المظاهرات القبطية سيصبح حرا فى هواء مصر والقاهرة الملوث اساسا بشحن طائفى زائد
وستجد تفاعلات قوية تنتقل للصعيد المتقد بنار عصبية لا تنطفئ
ببساطة لقد اطلق احدهم شرارة محسوبة بدقة(حادثة الاسكندرية)فى اجواء مليئة بمواد قابلة للانفجار تم شحنها مبكرا(حادثة العمرانية- اسلام كاميليا-تصريحات العوا بيشوى-حادثة نجع حمادى-حوادث الكشح- المسرحية-اسلام وفاء قسطنطين-حادثة كفر البربرى بالدلتا-كنيسة الزيتون)لنشاهد الان احداثا قد تبكينا ولكن فى هذا العام سنشاهد ما قد يشيب له الولدان
ودعوا مصر التى تعرفونها فهى تلفظ اخر انفاسها أو استودعوها الاله الذى تعرفونه

Powered By Blogger

Popular Posts

عالماشى

لا ترهبوا طرق الهداية أن خلت من عابريها
ولا تأمنوا طرق الفساد و إن تزاحم سالكوها ..
عبد الرحمن الشرقاوى

زوار

Followers

Total Pageviews