السطو على الامل مرة اخرى

اعرف رجلا ربى فى بيت رجل لم يحبه ولن يحبه ابدا
كبر فى اجواء غير مريحة
وقد كان شخصا قوى البنية وعلى خلق
اشترك يوما رغما عنه فى معركة تحت دعوى الجاهلية
فقتل رجلا من المحببين لدى الشرطة
ومن ضمن من اشتركوا فى المعركة اصبح هو المتهم الاول والمطلوب الاول رغم انه يعرف ان هذا لم يحدث على عمد
فهرب وجلا مفزوعا ملاحقا
خرج من بيت رجل لا يحبه ليجد نفسه مطاردا فى بلد اصبح ظلما وبخطأ غير مقصود مطارد فيه وايضا لا يحبه
هرب خارج البلد
بدون مساعدة حتى من ورطه فى المعركة
هرب على قدميه
بدون طعام
بدون مال
بدون رفيق
تاه فى الصحراء
جاع وعطش واصاب منه التعب الدرجة التى جعلت عروق بطنه تظهر وجعلته يمشى منحنيا
استخدم الباقى من قوة بنيته يوما ليقدم خدمة لبعض النسوة الذين لقيهم ولم يطلب اجرا عليها فهو عفيف النفس لدرجة الكبرياء
عادوا اليه بعد ان امضى لهم امرهم الذى لا يقدرون عليه بعد ان عرفوا اثر الهزال فى وجهه
اعجبهم صنيعه وخلقه وبعد ان حكوا لرب اسرتهم عنه
فامرهم ان يحضروه
سأله ما امره
حكى له قصته
كل تفاصيلها
فقد توسم فيه خيرا
فاطعمه واواه
عرض عليه ان يزوجه ابنته
بدون مقابل الا ان يعيش فى كنفه ويعمل لديه لعدد من الاعوام
اعجبه الامر واحس بقرب انتهاء مأساته
واخذته الحياة
والايام
اتم عهده للرجل الذى احسن اليه
ولكن حدث الامر الذى لم يحسب له امرا
لقد استبد به الشوق للوطن الذى هو طريده
احب ان يعود
رغب فى رؤيته امه الاصلية
نبت بداخله كل ما ينبت بداخل رجل يهاجر ويترك وطنه رغما عنه
الشوق للجذور
اجمع امره
وحدد يوما للذهاب
ملتمسا طريقا كان قد مشاه من عشرة اعوام
معه اهله جميعا
ذهب فى الصحراء
ولكن للاسف تاه
وشتان الفرق بين تيه الفرد المنفرد
وتيه رب الاسرة
نظر يمينا ويسارا
بحث كثيرا
خاف على اهله كثيرا
لو كنت انا شخصيا مكانه لشعرت انه محكوما على بالتيه والفقد والضياع
كنت سأندم اشد الندم انى قررت العودة لبلدى
كنت سأعاتب نفسى الف مرة كلما عوى الريح بخارج سيارتى وانا ضائع والخوف يعتصر زوجتى
كنت سأعرف وقتها ان هذه هى مفردات قصة حياتى
الهروب
التيه
الفشل فى المسئولية
ولكن ما حدث له بعد ذلك ان هذا الرجل قد اصطفاه الله ليكلمه بصوت منزه الشبه والمثل
واصبح احد اولى العزم من الرسل
كان هذا الرجل سيدنا موسى عليه وعلى سيدنا محمد الصلاة والسلام
ان عقولنا تقع اسيرة لاعتياد الامور فلا ترى الجمال فيها ولا تفهم العبرة
نعرف جميعنا قصة سيدنا موسى
ولكننا نعرفها على انها قصة نبى الله
وفى ظل معنى النبوة وقيمته وقربه من الله لا نقدر المعاناة حق قدرها
لم يكن يعرف سيدنا موسى وهو يخرج من مصر هاربا بعد ان تم اتهامه بالقتل انه سيكون كليم الله
فقط كان رجلا هاربا الى الصحراء منفردا
بعد ان تركه الجميع
ان الامل امر لا يجب ان يموت فى قلوبنا والا كانت الحياة بلا طائل
ولا يجب ان يختفى هذا الامل فى الحياة مهما اصبحت الظروف سيئه ومهما روجت الحياة حولنا لليأس كسلعة رائجة
مهما تعقدت الطرق واصبحت فجأة اماكن موحشة غير مرغوبة وامسى الخطو فيها مفاجأة غير سعيدة فربما تتحقق الطموحات فى اكثر النقط بعدا عما كنا نخطط فقط طالما لم نفقد ولائنا لحلم حياتنا.
فأخيرا الحياة ليست ذلك المكان الذى نرسم فيها الخطط ونطبقها ولكنها هى ذلك المكان الذى نرسم فيه الخطط ونظن اننا نطبقها

هل هناك ما يضطرنى ان اكره مالك حداد؟

اليتم الحقيقى حينما تذهب الى اى مكان فلا تجد هناك من ينتظرك
مالك حداد
منقول بتصرف

كل عام والجميع بخير

كل عام والجميع بخير
ونسأل الله ان يجعلنا فى العام القادم من حجاجه الذين يدعوهم
اعتذر للجميع للردود المقتضبة
واتمنى ان نتواصل قريبا

مصر والجزائر * سفالة جماهيرية

لقد وصلت السفالة فى محطات التليفزيون المصرية الى قمتها
لقد رفع احدهم سقف المباح ولم يبقى الا الضمير فاكتشفنا انه لا يوجد لدى اى مقدم برامج رياضية ضمير
يخوضون فى اعراض نساء الجزائر كأنها شئ عادى وبالاشارة والتلميح والتصريح
كنت اظن ان اربعاء الخرطوم هو الليلة الظلماء
ولكنى كنت مخطئ
كان يومها الليل طفلا
لا زال فى اوله
كان فقط الغسق
واليوم بدأ الليل
ماقيل لمدة ثلاثة ايام فى البرامج المصرية
لن يمحوه اى اعتذار
لقد اصبح الشرف مستباحا الان
ضربنا الجزائريين فى القاهرة
وضربونا فى البليدة فى مارس من نفس العام
ويلقننا مشجعى الكرة لديهم دروسا فى السفالة وانعدام الروح الاخوية كلما ذهبنا اليهم
بل لقد تمادوا فى الاساءة لدرجة ترويع الامنين المصريين المقيمين فى الجزائر واهلكوا ممتلكاتهم
وهذا امر كبير ولكنه يعيب فاعله
وارسلوا حثالة الجزائر الى الخرطوم لتلقيننا درسا
كما انه لو صدر قرار الان باعادة المباراة مرة اخرى فى الخرطوم فى نفس الظروف فسنفعل المثل واسوأ
لقد كان كل امر حدث حتى ذلك استطيع فهمه بصيغة الفعل ورد الفعل
ولكنى رغم انى لازلت غاضب مما فعلوه بنا
الا انى اتبرأ امام الله مما تقدمه البرامج المصرية من سفالة
لا تعبر عنى هذه البرامج ولا اقبل ان يمس شرف مسلم بالباطل لارضاء روح الشر بداخلنا
ولا اقبل ايضا ان ينظر الينا مجمل الجزائريين اننا اعدائهم
ورغم ظهور بعض اصوات العقل فى مصر خلال اليوم الماضى الا انها لازالت تقاطع بعنف حتى الان ولكن قريبا تهدا فورة الاعصاب ويموت الغضب - فلقد اصبح المصريين يكلمون انفسهم فى الشارع- ويعلو صوت العقل
ولكنى لم اسمع فى المقابل اى صوت جزائرى يدعو للعقل او لتخفيف حدة الاهانات وتلك الخطة الجهنمية التى ابتدعها احد الاغبياء هناك ويتصلون فيها بارقام عشوائية مصرية فقط للسباب
ولكنى افهم انه رد فعل على غباء الاعلام المصر الخائض فى الاعراض
ولانها حالة نادرة من التوافق الشعبى الحكومى فى البلدين ولكنها للاسف على باطل
فابشروا بسخط من الله لكل من يرضى فى البلدين ان تكون السفالة هى لغة الرد
لقد بلغنا المدى الذى لا نستطيع معه ان نمحو ماسبق وكتبناه
مهما فعلنا
ملحوظة: فقط فى البداية كنت اظن ان انتهاء المباراة وانتهاء اذيالها معها سيغلق جرح العلاقات على عفنه وكنت سعيد ان الملفات تفتح لكى نتبادل الاعتراف بالخطا وتصفو الاجواء ولكنى لم اكن اعرف اننا نمتلك كل هذه السفالة على الجانبين
سفالة جماهيرية

حضن فرنسا

كل من مارس رد الفعل الغريزى سيفهم الان انى احبك لانى اخاف فى كل صباح ان افتح باب البيت واواجه العالم

وانى اتمنى كل صباح ان اقفز فى حقيبتك اليدوية واختفى بداخل مناديلك الورقية

واننى فى كل ليلة امارس رياضة المساء الشهية ليس لاننى احب تردد الدخول والخروج

ولكن لانى فى الاخير اتمنى كل مرة ان ينتهى الامر بان اذوب فيكى

ولان الصمت التى تصنعينه من اجلى اجل من كل الكلام

ولانك حين تقصين على مسامعى روايات الابطال القاهرين

تصممين على اطلاق اسمى -من باب الخطأالشبه مقصود -على كل الابطال

وانى حين اصب عليك الماء يتطهر كل الكون

ولانك تحبين نكاتى "الابيحة" كلها

حتى نكتة الببغاء تضحكك للمرة المليون

ولانى تعاملتى معى بعد اول مرة كانك عرضى

فلماذا يصر الاخرين انى احبك من اجل جواز سفرك الفرنسى

ولا يقولون انك تحبينى من اجل كل المساءات التى جعلتك تقضينها فى حضن فرنسا

رغم انك كنتى فى الحقيقة غريبة؟!!

ليلة الخرطوم * ليلة الحقد



ما جدواك أيها الحقد؟!!
نجيب محفوظ

مصر والجزائر---- الليلة الظلماء

وفى الليلة الظلماء
يفتقد البدر
***************

تعليقا على الاعتداء على المصريين فى الجزائر - نكتة اليوم

واحد مصرى مقيم فى الجزائر خرج النهاردة من بيته جاب سجاير ومحصلوش حاجة

أين تذهب مصر بعد الماتشات؟


احيانا نحب ونحن لا نشعر
نعتاد الحب كأى شئ
يختفى فى داخل قلوبنا التى تعمها الفوضى والغضب والملل
ويتخفى فيخرج فى اهه بعد تفكير صامت طويل فنتلفت حولنا ونتاكد ان احدا لم يرانا
ولا ندرك ان شئ يتقلب فى داخلنا محاولا الكشف عن نفسه
ونحبسه ونتناساه ونتجاهله
ونقول اننا لا مبرر منطقى لهذا الحب
ولكن كل شئ ينفجر فجأة
وفجره ماتش كورة
صرخت كل مصر فى نفس اللحظة بالامس
ارتفعنا ولامسنا السماء بايدينا
دكننا الارض تحت اقدامنا
بكى الكثيرين
الكثيرين جدا
تبادلوا الاحضان
الجميع فرح
جمال مبارك زى جورج اسحاق
الكل سواسية
هذا شئ جعل الجميع متشابهون
كلنا سواسية امام قانون واحد
كرة قدم واثنى وعشرين رجلا يركلونها
وحكم يتخذ قراره فى العلن
وينوب عن ال80 مليون 11 رجلا فى مستطيل طوله 80 متر تقريبا
هم احسن من فينا
نثق فيهم
نعلم انهم لن يدخروا جهدا طوال فترة التنافس
ليس فقط من اجل المال يتنافسون
ولا من اجل الشهرة
انهم يتنافسون من اجلنا
ونحن لا نشجعهم لانهم موهوبون فقط
ولكن لانهم لا يلبسون علمنا فوق قلوبهم
انهم شركائنا ولو تبدلت المواقف ماتبدلت المشاعر
هذه هى قيمة الرياضة
وقيمة مباراة فى كرة القدم حاول البعض تحقيرها
انها شئ يذكرنا اننا ننتمى لشئ عظيم لو اتيحت له الفرصة
نحن جميعا نحمل نفس الصفات الجسدية
ونفس الاخلاق تقريبا
كنت مع مايقرب من 50 الف انسان فى نفس المكان لمدة ثلاث ساعات
نصرخ باسمها
نغنى لها
ندعو الله ان يكشف غمة المت بها ولم يبقى لنا منها سوى مباراة فى كرة القدم
ويصبح السؤال الذى يدور فى عقلى وهو
أين تذهب مصر بعد ماتشات الكرة؟
ليس له معنى
فبعد الماتشات تختفى مصر فى كل ماهو عكس ماسبق
فى الظلم وعدم المساواة وتكميم الافواه ومرارة الحسرة على الشعور اننا نقف وحيدين فى مواجهة اللصوص

حزن ممنهج

لايمكننى فهم امر الكابة التى تحط فى نفسى بدون سابق انذار فتقتل كل شئ تلقاه بداخلى حتى الملل وتبقى وافقة بلا منازع وتمسح ما كان قبلها

اصبح مثل صفار البيض معلق وسط الزلال واملى الوحيد فى الخلاص هو الشئ الذى سيقضى على مستقبلى فى الحياة

-مقلاية سخنة- :)

يتحول الشجن اللطيف الداعى للتامل الى حزن ممنهج يعم التفسيرات التى ارى بها الحياة وتمسى دنيتى محبوسة داخل بيت يشبه المتاهة اتجول فيه متخوفا دائما من كل شئ يجلب السعادة لانه حتما ليس خالصا واقول هذه خبرة الخبرات التى يكتسبها الجميع فى نهاية مشوارهم ,وتصبح فكرة البحث عن تلك الانثى المتفتحة التى تملا الكون ضحكا وابتساما التى سأشركها فى صنع سرنا الصغير الذى سنتبادله بالنظرات ونبتسم فى وجود الاخرين مصحوبة دائما بصورتنا نحن الاثنين كقصة تحذيرية على علب السجائر"الحب ضار جدا بالصحة ويقتل المحبين" ولا ارى بدلا منها سوا نساء يقلن على سبيل التحرر "احا" للاعتراض و "التعريص" ليعبرن عن النفاق.

ماتش مصر والجزائر

الاجد 9-11-2009
لاشئ يبدو حقيقيا مما يحدث
.ادمن البشر الاثارة والبغضاء والكره
اشجع كرة القدم منذ كنت فى العاشرة تقريبا
وصادقت من يشجعون كرة القدة بحكم السن
شاهدت الالاف المباريات من كرة القدم وكنت دائما مشجع لاحد الطرفين حتى لو كانوا من خارج مصر
هذا ما يكسب الرياضة طعما
التنافس
التحيز
اكتساب زملاء يتواطئون معك على اخطاء فريقك المفضل
وفى بعض الاوقات الذهاب الى المدرجات
تفريغ الشحنة فى السب الجماعى- احيانا بلا سبب
سريان سائل النشوة الجهنمى -الادرينالين - فى الدم نتيجة انك تفعل الامر الخطأ محتميا بالمجموع
الشعور انك بطل ملحمى وانت جالس على اريكتك فى المنزل لتشارك جمعا ما نفس المشاعر
الهروب من سطوة الملل
ولكن كل هذا لم يعد كافيا الان
صار كل هذا طبيعيا لدرجة السأم
وجب اذا اثارة امر اكبر من كل هذا
يجب جعل مباراة المنتخب القادمة والفاصلة لتحديد الصاعد لكأس العالم من بين مصر والجزائر اكثر ادرارا للاعلانات
يجب جذب الانتباه اكثر اليها
لا تكفى المنافسة فى الملعب
هذا لا يكفى
الوقت الفاصل بين اخر مبارة لعبها المنتخبين والمباراة الفاصلة كان طويلا
سيمل الناس من متابعة الاخبار العادية
اذن سنشعل حربا
وسنغنى اغانى وطنية
وسنقف لنسب الاخرين طالما سبونا
سنشكك فى قوميتهم لانهم لا يحبوننا
سنعيرهم بما فعلناه لاجلهم
سنستغل غبائهم لنصبح اغبى منهم
ستصبح معركة خارج الرياضة ملفوفة فى علم البلدين على حد سواء
هذا يجعلك فى واجب وطنى وانت تسب الاخرين أو وانت تحقر منهم على اقل تقدير
نعم يكرهنا الجزائريون
حين نلعب كرة القدم
ولكن المغاربة والليبين والتوانسة
والسعوديون ايضا يشعلون المعارك حين نلعب معهم كرة قدم
ما الجديد؟
الجديد انه كان كره وقت المباراة
اما الان فانه كان اعمق من ان ينتهى بنهاية المباراة
اشعلها مقدمى البرامج-والصحفيين
اعملوا اقلامهم فى وجوهنا فصرنا نحمل ندوبا لا تنسى
نقلوا كلاما لا يجب ان ينقل
قرأوا كراهية وكتبوا كراهية
افشوا الجهل والتجاهل والجهلان فينا
اعماهم احيانا الغضب والنفاق احيانا اخرى
فشحنوا القلوب كراهية
وسيحدث يوم المباراة العجب العجاب
سنذهب بالالاف
سننتظر ونشجع فريقنا ونسب الجزائر
واذا صعدنا لكأس العالم-ان شاء الله- سننسى الجزائر ونحتفل
ولكن ان خسرنا-لاقدر الله-0فسيحترق الملعب
وسيفتك الجمهور بكل ما تطاله ايديهم
ستصبح مذبحة ايها الاغبياء
سيموت الكثيرون سواء من الذين لم تتحمل قلوبهم المواجهة مع الشحن الزائد
او الذين سيهبون بعنف ليأخذوا ثأرا لم يستطع اللاعبين اخذه
وفى الحقيقة لم تصنع الرياضة من اجل هذا ولكنها صار كل هذا يمولها
اصبحت تلاعبا بالمشاعر البشرية السيئة بدل ان ترقيها

شكر واجب

نشكر كل من تقدم بالمواساة لى فى مصابى الاليم واخص بالشكر -دنيا- زينة-بدراوى واعذر كل من لم يتقدم بالعزاء لى وأقول لنفسى ربما يظن الامر تافه وربما لم يعرف وقائع ذهاب المأسوف على شبابه بلا رجعة
وأحب ان اعرف اصدقائى الافتراضيين ان الريسيفر المنقضى عمره المنقلب الى حجرة اشيائى التالفة(فى الاصل هى حمام صغير ملحق بحجرة نومى لم تسعفه الظروف و لازال فى طور التحول لدوره الاساسى لحمام)كان قد اصابه انطفاء الانوار فجأة
ولما كنت عديم الخبرة فيه فقد لففته لف الخائف عليه من تفاقم مرضه واصطحبته لناجى
وناجى هذا على سبيل التنويه رجل يملك محل لاصلاح الالكترونيات كان يجلنى لالقائى عليه السلام صباح ,مساء- وانى كنت لاظن في هذا الرجل قدرة سحرية على اصلاح الاشياء التى لعب معها الدهر او تردد التيار الكهربائى غير المنتظم بالعمارة لعبته وكان ظنى هذا مبنى على سببين لهما من الوجاهة ما اتركه لتقديركم
السبب الاول انه كتب على باب محله
بسم الله الرحمن الرحيم"ان اريد الا الاصلاح ما استطعت" والسبب الثانى
انه كان يضع تليفزيون ابيض واسود فى فاترينة عرضه يعرض عليه افلام كمبيوترية
وهذا وحق الله امر عجاب
ثم انى لما دخلت محله حاملا الراحل وشرحت له ما كان منه
فقد قام بفتحه ليظهر لى قلبه طيبا نقيا
ثم دقق النظر
وبلهجة الخبير نظر فى وجهى ثم قال: دا فيه مكثف واى سى اتحرقوا يا استاذ ولو عايزه يشتغل اغيرهم وهيتكلفوا خمسين جنيه وتاخده بكره الصبح"
فاخذتنى الفكرة "انا اصلا اشتريت الراحل ب 100 جنيه -لانه صينى متواضع وكانت فكرتى وانا باشتريه انه لو باظ اجيب واحد تانى-لعنت الصين فى نفسى وقلت لاحاول مرة اخرى عله يجعل ثمن الصيانة 20 جنيه فاخرج من الفائزين"
ماكدت انطق وابدأ فى الفصال حتى انهارت اعصاب ناجى فبدأ بالقاء كلمات تشبه اللكمات "ياباشا الموضوع مش مستاهل وبعدين دا صينى مايستاهلش الكلام دا كله وانا لو مكانك ماتعبش نفسى واروح اشترى واحد تانى"
احرجنى منطقه القوى السليم وعدت اسب الصين والراحل ذاته واتمنى من سويداء قلبى ان يلقى به فى قاع جهنم لانه جعل "جعر" مثل هذا الرجل يلقى عليا نصائح من نوعية عطشان؟ طب ماتشرب
خرجت من لدن ناجى اجرجر خيبتى وفى ايديى المجحوم
داهية لا ترجعه.
فقط هذا ما كان من منى ومن ناجى ومن الريسيفر
تقدر تسألنى لو كنت جرئ ومستعجل و اللك الكتير اللى فوق ده مش مهم بالنسبة ليك
استفدت من الموضوع ده ايه
أقولك اللى يشترى صينى يستاهل اللى ناجى يعمله فيه.

الريسيفر ماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااات

الريسيفير اللى حيلتى مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااات
........................................
اذا ستمسى بلا تليفزيون حكاياتى

لم احزن او ابتهج

فى الصباح الباكر استيقظت على رسالة هاتفية من امراءة توقفت علاقتى بها من ناحيتى منذ عام ونصف ولم تتوقف من ناحيتها حتى الان تبلغنى فيها ان عريسا بالباب وانه اخر فرصة لها بحسابات العمر لحياة مستقرة وانها حتى الان تنتظر منى رسالة تحديد مصير اغلقت الهاتف بعد ان لعنته و لم احزن أو ابتهج
ذهبت للحمام وبعد فتح الحنفية لاحظت ان الماء يحارب لكى يندفع منها فألغيت فكرة الاستحمام واستعنت على غسيل اعضائى الظاهرة بماء من الثلاجة وثمة وجع يعتصر قلبى بلا سبب
ارتديت ملابسى وتراجعت عن فكرة الافطار واستبدلتها بنصف سيجارة وخرجت للشارع وكانت شمس خريفية تلف المكان
مشيت قليلا فوجدت سيارة مكتوب عليا "جمعية العاملين بالكتاب والسنة المحمدية ب....- سيارة لتكريم الانسان - كل من عليها فان " وخلفها مجموعة كراسى حديدية مكسوة بالاحمر ورجال مكفهرة ووجوههم يرتكنون الى الرصيف وصوت القران يصدح من مكان لا اعلمه
فى الحقيقة لم أحزن او ابتهج
خرجت لشارع فيصل اشرت لميكروباص هدئ من سرعته قليلا
هرولت وراءه
اقتربت منه وضعت يدى على الباب فاسرع
توقفت وانا انهج وسببته ببذاءة وغضب ولكنى فى الحقيقة غير حزين او مبتهج
اخرجت سيجارة لاشعلها ثم اقنعت نفسى ان انتظر قليلا فهذا يجاوز حصة الدخان الصباحية التى قررتها لنفسى
وقطع افكارى ميكروباص اخر توقف ليحملنى معه
انحشرت بداخله ثم علق اصبعى الابهام فى نتوء حديدى فى الباب وانا اغلقه فانجرح
نظرت اليه وغلفته بمنديل تبرعا من جارى
وثمة الم مبهم يأتى من تحت الاظفر ولكنى فى الحقيقة لم اكن حزينا او مبتهج فقط اشعر بالالم
قصدت المكان الذى ساتمم فيه عملا اتفقت عليه بالامس .................وفى الحقيقة اخفقت فتحججت بانه ينقصنى شئ سأحضره غدا لاكمل ما بدأت
اوجعنى صدرى للمرة الثانية
اخرجت موبايلى
شرعت ارسل الرسالة التالية
"go on , never look back , that's life"
اخبرنى الموبايل ان رسالتى الان فى حجر القدر
شعرت بالتحرر مخلوطا مرة اخرى بالالم
ولكنى فى الحقيقة لم احزن او ابتهج
قابلت صديقا قديما
اقتسمت معه سيجارتين وكوب شاى وبعض الذكريات ووعد بلقاء قريب
وانا فى الحقيقة غير حزين او مبتهج
قررت ان اقفل عائدا للمنزل
انتظرت نصف ساعة فى موقف الميكروباص مع جمع غاضب من البشرنتكاتف ونتشاحن حين تقترب السيارة وفى الاخير انحشرت ملحوقا بلعنات امراءة اخذت مكاننا كانت تتمناه ولم التفت وللمرة المليون لم اشعر انى حزين او مبتهج
وصلت
ثم قصدت المدخل الاخر للشارع الذى تتوسطه البناية حتى لا امر على "محزنة "الصباح
فاجئنى بطئ المصعد وهو يعلو وصوت ماكينة تشغيله يعلو
ولكنى تجاهلته
وقفت اما باب الشقه واخرجت المفتاح
كاد المفتاح ان ينكسر وانا احاول فتح الباب فخبطته بقدمى بعنف وانا العنه
فانفتح
ولكنى لم اكن حزين او مبتهج
دخلت الشقة
اغلقت الباب
خلعت ملابسى
وعندما دخلت الحمام وفتحت الصنبور لكى اغتسل
....................لم اجد ماء
خبطت على الصنبور قليلا وانا مرتكز براحتى على الحوض
رفعت راسى
نظرت للمراءة
رايت للمرة الاولى عينى رجل غير حزين او مبتهج
رأيتها تلتمع
فانهرت فى بكاء حاد.
ولكن فى الحقيقة لا اشعر انى حزين او مبتهج

سبحانك

سبحان من احتجب عن الظهور بكمال الظهور
فجعل النور حجاب النور
وجعل البلايا فى عيون الناس مكروهة
واعلم الصابرين انها سلم الصعود
سبحانك انت

Powered By Blogger

Popular Posts

عالماشى

لا ترهبوا طرق الهداية أن خلت من عابريها
ولا تأمنوا طرق الفساد و إن تزاحم سالكوها ..
عبد الرحمن الشرقاوى

زوار

Followers

Total Pageviews