انا انسان ضعيف يا سادة واحب ضعفى... منحشر فى التفاصيل لا أؤمن بالوردة والدبابة ورموز كل معسكر وأؤمن بالتفاصيل الضيقة والتاريخ الشخصة لكل فرد يملى عليه تصرفاته من اين سياتى اللص بضمير فى اخر أيامه ... ربما يرحمك ضابط جيش تقع تحت يده فى مظاهرة لان ابيه رباه جيدا... ربما وربما لا ... انا أسير هذه التصورات وأظن ان العالم تصنعه وتغيره هذه التفاصيل الصغيرة... ولهذا تصيبنى ثورتنا بخلل ما فى ايمانى فالكل شارك ولم يعد هناك مجال الصنع الفردى للأحداث ... فحادث سيارة يقودها مراهق أرعن يدهس مناضلا لن يصنع غضبه شعبيه ما وفشلك فى ليلة الخميس فى ممارسة الجنس بنجاح لن يجعلك تقضى نحبك فى جمعه الغضب لتحرر الوطن ... انا منحشر فى مساحه ضيقه بالنسبة لشئ بضخامه ثورة شعبية ... تماماً مثلما انحشر عبد المنعم الشحات وكل قبيلة الفيلة البيضاء الطيبة ..فانت حين تطلب منه الاعتراف ان مينا دانيال شهيدا كأنك تطلب منه ان يهدم كل منظومته الإيمانية من اجل منظومتك الإيمانية المرتبة من ناحية إنسانية بحته ... المشكلة ليست مشكلة قلة اطلاع بالعكس فهو مطلع ولو أعاد الاطلاع لوجد نفسه فى نفس النقطه ونفس المسالة الوجودية ... هل مينا دانيال شهيد؟؟ فبماذا انا مؤمن اذا؟ .... لا أرضية مشتركة اذا بينى وبين الفعل الجماعى والعمل المشترك والإيمان بالقيم المجعلصه الكبيرة التى تجعل العالم كله اسرة واحدة سعيدة تنام فى السرير ٩ مساءا بعد شرب اللبن ... انا قد يغير مزاجى نظرة سعيدة فى عين امراءة لا اعرفها ... وقد يحررنى من كل تاريخى واوجاعى شرب كوب عصير قصب على غير موعد فى مكان لا اعرفه .. وامتنع احيانا عن شرب الخمور لان جملة ترن فى اذنى تجعلنى ارتفع عاليا فى السماء بلا نشوة مصطنعه ... لا ضعف اكتر من هذا ولا قوة أيضاً...لا اقف نفس مواقفكم رغم انى معكم ولا اضحك على نكاتكم رغم انى اضحك ... لا احب الابتذال رغم انى احب ابتذال الابتذال فى فيلم سينما ساقط او نكته سيئه او غنوة تهزأ من تاريخكم الغنائي كله ... احب الثورة فهى مؤ عرفتنى كل مافات وعرفتنى جيدا الى نفسى دون تمثيل او استيهام او وهم ... احبها واؤمن انها فعل اجتماعى ربما يكون له تجليات سياسية ا ديكتاتورية كانت او ديموقراطية كما انه سيكون له تجليات ثقافية ودينية واعرف اننا ستعيش هكذا أعواما طويلة سواء فاز الاخوان او الفلول او حتى لو كان قدر لخالد على ان يفعلها ... المجتمع فى حالة تحول وفورة .. غضب عارم ورغبة فى التخلص من كل قديم ... حرق كل شئ هذا امر له نظام أيضاً يصنعه توافق المجتمع عليه ولا تصنعه انتخابات ولا نخب ... انما أفكار تتبلور بالتجربة والخطأ والتعلم والإدراك ... انه قطار انطلق وانفلتت فرامله ولن يقف الا ان يصل او ينتهى وقوده ومصر كما نعلم ولادة ووقودها لا ينتهى يصنع جلبة ويخيف الركاب ويثير عواصف التراب ولكنه يمشى للإمام حتى وان بدا انه امام الهلاك.. ورحم الله عمنا مستجاب إذ قال ... هذه الفوضى نظام لا تدركه العيون الرتيبه
ليلة هادئة رغم الصخب
ليلة شخصية هادئة رغم الصخب ... اجلس عند الجامعة الامريكية متهربا من الأصدقاء والزن والهزى والعبط ومتفرجا فى صمت على الجموع ... الاولتراس يرقصون فى حضن مجمع التحرير رمز البيروقراطية المصرية ودولة الاوراق والمستندات.. يرقصون بصخب وغضب ويغنون بتحلل من قيم المشاهدين "كسم حبيب العادلى بتاعكم" ورغم ذلك ينظر اليهم الجميع باعجاب ... افكر انا فى اصابع قدم امراءة ... افكر فى اعداد عشاء فاخر ... افكر فى جدول عمل الغد ... لايشغلنى تلصص الشخص المجاور لى على شاشتى يشغلنى تمدد قضيبى بلاسبب محترم... إظلام الميدان يجلعه مناسب لجلسه لطيفه وليس وقائع مظاهر فى ثورة ورغم ذلك اشارك.. الجميع يشارك جزء
كس ام العالم
اجلس على مقهى صغير امام مكتبة الجامعة الامريكية خلف التحرير الان فى السادسة مساءا ، اشرب بعض القهوة الزبالة ومشاهدا البعض يذهبون ويجيئون ولا اعرف فيما مجيئهم او ذهابهم .. أظن اغلبهم ملوك الهوامش مثلى يشاركون ويحصد الجميع النتائج الا هم ... والنتيجة اننا نفقد مع الوقت قيمة المشاركة ... بينما يتلهى المشاهير فى كتباتهم وطرح افكارهم الخره ويتلهى شباب الثورة فى حروب البحث عن دور ونبقى جميعا فى القعر ونحن نحفر بحثا عن مزيد من القعر ... نفقد حماسنا احيانا كثيرة وتفقد اسبابنا أحيانا وننزل غالبا لنؤكد اسباب اهم مما يصوغ مشاهيرنا.... فى محمد محمود نزلنا لان الشرطة استخدمت العنف ضد المعتصمين واكمل الجيش المهمه ومارس عنفا اقصى ضد المعتصمين ولما احتشد الشعب طالب مشاهير السياسين بمجلس رئاسى وكان الناس تموت ليصبح هناك خمسة رؤساء ... وبعد ٧ اشهر لازلنا نمارس نفس اللعبة بمنتهى الرتابة والاستمتاع ونطالب بمجلس رئاسى... وانا فى الحقيقة الا أؤمن الا بالريس الوحيد للمركب وأؤمن أيضاً ان اشتراك خمسه لهم نفس الصلاحيات فى إدارة كشك سجائر يفلسه ولا يوجد تجربة تؤكد نجاح الادارة بالقسمه ... انا اذا أشارك فى شئ لا اؤمن بجدواه وهذا عبث .. فلنترك العبث اذا والذين أصابهم مس الجنون مثل احمد سعيد والذين يسيطر عليهم البله مثل نوارة نجم والذين إصابتهم لوثة مثل وائل عباس والذين يطفحون بيض مثل جيمى ونفكر فى ذواتنا التى انهكها الركض وماتت اجزاء مهمة منها وهى تنقل قتلى محطمى الجماجم فى محمد محمود ونتنازل عن أحلام الغير التى اجبرونا على تناولها ... ولنجلس تحت شجرة ظليلة فى جهة بحرية نتناول بعض القهوة المحوجة ونفكر ببطء فى خطوتنا الذاتية القادمة وكيف سنسدد الديون وكيف سنوفق بين اداء فنيات العمل والتسويق له