حين يتسع صدر مصر برحابة للرجل الصغير الى القمئ, فانها تضيق اشد الضيق بالرجل الممتازاذ لا مكان له فى توسطها ووسطيتها وافضل مكان له خارجها(تذكر نجاح المصريين فى المهجر)فشرط النجاح والبقاء فى مصر ان تكون اتباعيا لا ابتداعيا تابعا لا رائدا محافظا لا ثوريا تقليديا لا مخالفا ولذلك فان مصر ليست ولا يمكن ان تكون ثورية حقا مصر المعتدلة باختصار , وهى للاسف الشديد عند النظريةبيئة طاردة لابنائها الممتازين تلفظهم بانتظام واحكام(بمثل ما ان المعارضة فى مصر محكوم عليها بالاعدام سلفا كمسالة روتينية) وللامعات والتافهين طول البقاء.بعبارة اخرى مأساة مصر فى هذه النظرية هى الاعتدال فلا هى تنهار قط ولا هى تثور ابداولا هى تموت ابدا ولا هى تعيش تماما وانما هى فى وجه الازمات زالضربات المتلاحقة تظل فقطتنحدر تتدهور تطفو وتتعثر دون حسم او مواجهة حاسمة تقطع الموت بالحياة او الحياة بالموت ,منزلقة اثناء هذا كله من القوة الى الضعف ومن الصحة الى المرض ومن الكيف الى الكم واخيرا من القمة الى القاعبل ولعلها ما عاشت الالاف السنين دون ان تموت الا لانها استبدلت المرض المزمن بحياة الصحة وحيوية الحياة اى استبدلت طول العمر والحياة الطويلة بالقوة والحياة العزيزة الكريمة وهو ما يسميهالبعض معجزة العجز وما دعاهم الى القول بانه ان كان ثمة "معجزة مصرية" فى التاريخ فهىمعجزة العجز تلك.
جمال حمدان
جمال حمدان
0 comments:
Post a Comment