صديقى عبدالله
يبلغ 32 عاما مثلى تماما
توفى يوم السبت قبل الماضى
وعلمت الخميس الذى يليه
اخذ قطعة كبيرة من قلبى وذهب النذل
ذهب ولم اعرف
وربما لم اكن لأعرف ابدا
مسافة كبيرة تقطع بين بيتينا
لا يجمعنا اصدقاء مشتركين كثر
ولم تبقى منهم الغربة احدا
عرفت وانا جالس على المقهى من رجل يسكن بجوارهم وجاء يعزينى
اصابنى صمت بعد الخبر وانا على المقهى مثل طفل غريب
ساعة وساعتين
ثم قمت ولم اجرؤ ان اذهب لاعزى امه او محمد اخوه
بحثت عن شخص يعرفنا نحن الاثنين لاقول له ان عبدالله مات فيواسسينى واعزيه
لففت على كل الاصدقاء الذين نسيونى
بحثت فى ذاكرتى فلم ارى صورا تجمعهم معنا انا وعبدالله
ذهبت منزلنا واجما اول من قابلت كان امى
بلا مبررات ولا سابقة تدل اننى ممكن ان افعلها
اختنقت وانا اقول لامى ان عبدالله مات
فحضنتنى
بكيت كثيرا على عبدالله الذى كان ورادا الا اعرف انه ذهب
وحكيت لها انى قابلته من شهرين وكنت مسافرا متعجلا كعادة كل مفارق
وكلمته دقيقتين فى الشارع سالته : متجوزتش يا واد
قالى وهو بيضحك محدش راضى بيا وامى رمت طوبتى
ضحكت كثيرا معه وقتها وقلتله الحال من بعضه
تعال مصر ونقضى يومين حلوين
قاللى دخلة الصيف تخلص واجيلك
ذهب بلا مرض او حادثة او سبب
ونحن بشر ضعيف نحتاج الاسباب لنصدق
فى المساء كلمت صديقا فى السعودية يعرفنا نحن الاثنين
وبكينا مثل الاطفال كنت فى الطريق وكان فى بيته فى الرياض
صديقى عبدالله
اتذكر الان من قصة حياتك
انك ببساطة مانبسطتش
فقط ذهبت عندما حان دورك
وقد حان باكرا وقبل الجميع
ربما كان افضل ربما لا
ولكن هذا ماحدث
فقط انا اشعر انك لم تمت ويؤسفنى ان لا احدا واسنى فيك ولم اقف على قبرك قط
انا ايضا لا اعرف قبرك ولا املك لك الا الذكريات