كانت الرابعة صباحا امس الاول قبل اذان الفجر بقليل وكان لدى ضيف قضيت معه سهرة فيها كثير من العمل وقليل من الفائدة وانا اذ شعرت برغبة فى الوحدة فقررت انى اريد النوم وانه يواجه احد خيارين اما الذهاب لخارج غرفتى فينام فى الحجرة الاخرى التى اعددتها له على عجل او ليشاهد التليفزيون والخيار الاخر لم اعرضه عليه ولكنه مفهوم وهو ان يتمشى افرنجى وعلى بيتهم.
فقال مقترحا: انا هاروح احسن.
تمسكت بعزومة" نام والصباح رباح" الى اخره مؤثرا الراحة فمعنى ذهابه للبيت ان اقوم بتوصيله لشارع فيصل لانه يخاف الاماكن الموحشة وكلاب الليل.
باختصار ارتديت جلبابا صعيديا ونزلت الوم نفسى والوم صداقة هذه الايام التى لاتورث الا قلة الراحة فتحت الباب البناية ومشينا مسافة 300 متر
شديدة الوحشة والظلام والكلاب ولكنها كلاب عبيطة تعطيك احساس بالونس اكثر من خوف النهش ثم انحرفنا لمسافة قليله من شارع صغير
لنخرج على سوق لا ينام نقطع فيه 100 متر تقريبا لنخرج على شارع فيصل الرئيسى
اوقفت ميكروباص ذاهبا للتحرير استقله ضيفى وذهب
وبدات مشوار العودة ممنيا نفسى بخلوة استحقها مع سيجارة ليلية مصحوبة بكوب شاى وقليل من القراءة التى تجلب النوم للعيون.
اقطع شارع فيصل عرضيا ,ادخل السوق
اتمشى بضعة امتار لارى ظلا يلحقنى ,الشارع مضاء ولكن الحركة تكاد تكون معدومة
والظل يمشى خلفى بمسافة خمسة امتار تقريبا
التفت فرايته شابا طويلا ونحيفا ولكن فى وجهة بعض امارات المساطيل
تهاديت فى مشيتى عله يسبقنى فانا لا احب شعور الملاحق
تهادى هو ايضا فى مشيته
توجست خيفة ولكن قلت فليكن ربما تكون ليلة كابوسية اخرى من نوع مختلف وانا اضع يدى فى جيبى مستعدا بتجهيز ميدالية المفاتيح الحادة التى املكها ولا تثير الشك فى كونها سلاح ابيض
اقتربت من الانعطافة التى ستأخذنى ل300 متر الاخيرة الموحشة التى يستحيل فيها الركض لكمية الكلاب ووعورة الارض فحتى لو كان الكلب بليدا فإن باستطاعته الجرى خلف اى شئ يتحرك
افكر في المواجهة التى ستجرى وعن الكيفية التى ستبدأ بها المعركة
قلت لنفسى مهما حدث او كان نوع السلاح فلأحمى وجهى ولأكن البادئ بالهجوم ولأركز على انفه ولأتفادى يديه.
اقترب منى اكثر
شعرت به بجوارى يفرقنى عنه متر واحد
التفت اليه بعد ان اصبح كتفى قرب كتفه
قال هامسا: شيئا لم افهمه لشدة توترى كان شيئا عن قسم الهرم او شيئا من هذا القبيل
توقفت لحظتها عن المشى ونظرت ليديه كان خالية اطمئننت
سألته : مش سامع حاجة ...انت عايز ايه؟
قال ببلاهة: انا عايز عشرة جنيه جدعنة منك عشان الرجولة
لم اسمع باقى الجملة فقد شردت فى شكله
هذا الشاب يتعاطى مخدرات كميائية فليس هذا تأثير حشيش او بانجو عيونه ليست حمراء ولا نصف مغلقه
ولكنه يبدو فاقد الاحساس لا يشعر بالكون من حوله حتى اخطأ فى اختيار ضحيته فأنا ابلغ طولا ما يقارب 190 سم
ووزنا مايقارب ايضا 125 كيلو
ووجهى اسمر يحمل شقا فى الصدغ دليل شقاوة ليست حقيقة ولكنها تنفع لارهاب الاعداء
انا اذا لست مناسبا باى شكل للتثبيت حتى لو كنا فى صحراء الربع الخالى وسط قطيع من اللصوص
انتهى من عبارته
قلت له بنرفزة : عشرة جنيه بأمارة ايه؟
بدأت يده تقترب من ظهره وهذه اشارة تهديد حسبما ظننت
قال:يعنى جدعنة ورجولة بدل ما ارفع عليك موس واخدهم
وعندما سمعت كلمة موس امسكت بيمناه قبل ان تصل لجيبه الخلفى وقد تخليت بلا ارادية عن سلاحى المفترض
توقفت حينها عن الكلام فأنا انهج فى لحظات الخطر ويتوقف لسانى امسكت ياقة قميصه بيدى اليسرى
فاجئتنى خفة جسده وانا اجذبه فى انجاه السوق
كانت مقاومته ضعيفه ولكنه جريئا لا يستشعر الخطر
افلت رقبته من يسراى بيده اليسرى ولكن يدى اليمنى لم تتزحزح عن يمينه فهى مكمن الخطر
دفعته من وجهه بكل ما املك من قوة قبل ان يعمل يسراه او رأسه
تطوح جسده على الارض واضررت ان ان افلت يمناه والا سقطت معه
بدأ يضرب بقدمه وهو يسب ويشتم
بلغت قمة توترى لفقدانى السيطرة على يده التى تسطيع ان تصل للسلاح
ضربته فى ملتقى فخذيه وهو يطوح قدميه فى الهواء دون هدف
تالم جررته من رقبته مرة اخرى
وهو ملقى خلفى وانا اقف فوق راسه
عض يدى
ولكنها من التوتر ماتت حول رقبته
يفصلنا عن سوبر ماركت خمسة امتار مضاء اضاءة ليلية خفيفة لم يستدعى الصخب الحادث احد ليخرج منه
اصبح همى ان اقف فى واجهة المحل لينتهى هذا الامر
اقتربنا اكثر
افلته من يدى تحت وطأة الم شديد فى منشأ اصبعى الابهام
صرت امام المحل رأيت شابا ينظر الى ببلاهة
صرخت فيه: اتصل بالنجدة
على امل تخويف اللص الغبى
وقف اللص واصبحنا فى المواجهة
تجهزت للاخطر سيخرج مطواته التى يقول عليها موس الان ونصبح فى المواجهة
بحثت على اى شئ حولى لاهدده به التقطت مسّاحة من باب المحل
نظر الى الغبّى
وفجأة انطلق يجرى فى اتجاه فيصل
كان يصرخ : كل دا عشان عشرة جنيه تييت ام الغباوة اللى فى قلوب البشر
كنت متجمدا فى وقفتى وبيدى المسّاحة
سلاح الاوقات الصعبة
ظللت واقفا ارقبه يبتعد غير مستوعب
نظرت للشاب الذى لا زال ينظر ببلاهة
والم يدى يتزايد ,رفعتها انظر اليها كانت اثر اسنان ابن العضاضه يترك فيها اثرا دمويا غائرا
اخيرا تحرك البائع ببلاهة
ليحضر مناديل
اخرجت احدها ضغطت به الجرح ,هدأت قليلا
سألته: تعرف الواد ده؟
قال: لا والله ياباشا مش عارف مشفتوش كويس
مددت يدى لاخرج له ثمن كيس المناديل اصر بجدعنة ليس عليها دليل ان لا يتقاضى ثمنه
خرجت
تمشيت منهكا وانا اشعر انى اصعد جبلا حاملا جبلا اخر على كتفى
وصلت بيتى
كنت متعرقا للغاية
استحممت ووضعت بعض المطهرات على جرح يدى
اصررت ان اخضع نفسى للنوم
لان لا داعى لان استكمل بقية خطة الليلة او ما تبقى منها
فقد كنت حزينا جدا انى لم اترك اثرا فى وجهه
بس الحمدلله عدت على خير
8 comments:
وليه الرعب دا
بس هي بقت اتاوة دلوقتي كده اي حد يوقفك ويقولك اديني مبلغ ما صغر او كبر .. بردة بلطجة
الحمد لله الذي عافانا
كنت هقولك كويس اني مش راجل علشان ميجراليش كده ..بس افتكرت ان اللي بيجرا للبنات ألعن من كده
ربنا يكفيك شر طريقك وإيانا والمسلمين
الحمد لله عدت علي خير
بس مش كنت تروح تاخد حقنة تيتانوس .. محدش عارف عضته دي لامه ايه
اولا :- حمدا لله علي سلامتك ونجاتك من هذا الموقف الصعب والغريب
ثانيا : معذرة ... يبدو انك كنت في قمة نحسك في هذة الليلة ... فتصرفاتك فيها عبارة عن سلسلة متوالية من الاخطاء التي كان من الممكن جدا ان تنتهي نهاية مأساوية للغاية - لا قدر الله- في صفحات الحوادث .. وبرامج التوك شو
ثالثا : لم يكن ينبغي ان تسمح لصديقك بالخروج في هذة الساعة المتأخرة ما دام هناك احتمال ولو ضئيل بان يواجهك " م" اي تهديد
رابعا : اخطأت للغاية بالاشتباك مع ذلك الشخص ... فانت قلت انه كان " مسطولا " ... فالحمد لله انه كان يحتفظ ببعض وعيه ليقرر الانسحاب ... لانه من الممكن في مرات عديدة ان ينسي السبب الرساسي للمعركة ... وينخرط بها بدافع الانتقام ... فهو " مغيب" الوعي ولا يقدر نتيجة تصرفه
خامسا : ذلك ليس جبنا ... ولكن اذكرك بنصائح السلامة التي تكررها وسائل الاعلام الامريكية - بما اننا في عصر العولمة - هو انه عند تعرضك للهجوم من بعض الاشقياء ... لا تحاول ان تستطرد في الحديث معهم ... بل نفذ لهم طلبهم بغاية السرعة ... لان السلامة الشخصية في هذة الحالة تفوق بمراحل اي خسائر اخري
سادسا : اظن ان الحديث من عينة ان الاحوال في مصر تدهورت للغاية ... هو من قبيل الحديث المعاد والمكرر... سلم الله احبائنا واصدقائنا وجميع المصريين من جميع الاخطار والمساوئ
والسلام عليكم
سلامات
الشوارع غير الآمنة، عنوان لقلوب غير مطمئنة
انزعجت لما قرأته عندك، فالبعض يسقط في بئر الضياع ويهدد أرواح الآخرين مقابل جنيهات قلائل
اليس
الحمدلله على كل حال
والله اول حاجة جت فى بالى وانا مروح الله يكون فى عون البنات وهما ماشين فى شوارع زى دى
امين يا رب
لا حقنة ايه ايدى بقت زى الفل الحمدلله
المهندس
قمة نحسى مين دى كانت قمة افرست
شكرا لنصيحتك بس اعمل ايه انا متعود حتى لو منت برا البيت انى اروح فى الوقت دا فعادى
ثم انها اول مرة تحصلى
انا سكنت لمدة سنه فى مكان اسوأ من ده ميت مره فى مكان بين (بين السرايات وداير الناحية -الدقى)
ليس اسوأ منه مكان
التثبيت فيه كان بيبقى الضهر
بعد المغرب بيبقى فيه حظر تجول
بس عمر شباب المنطقة ماحد رفع فيا عين مش عشان انا يعنى حاجة كبيره
لا بس عشان شكلى شوية موحى بان مافيش فايدة
لا نصائح امان مين يا ياباشمهندس
صعب موضوع انفذ طلبه الا لو كان معايا وبصحبتى نساء ساعتها هانفذ بس هارجع ادور عليه لوحدى
سلم الله الجميع
امين
ياسر
الله يسلمك
فعلا القلوب غير مطمئنة
وفيه اللى يبيع ابوه كمان عشان برشامتين
شرفتنى
شكرا لكم جميعا اهتمامكم
الشوارع بقت مليانة النوع ده كتير
احمد ربنا إنك تقدر تدافع عن نفسك
في ناس غلابة كتير
:)
الحمدلله على كل حال
وربنا يكون فى عون كل الناس بجد
Post a Comment